سمير رؤوف: البورصة تتراجع مؤقتاً وتستعد لاختبار مستويات قياسية جديدة |فيديو

تحدث الخبير الاقتصادي، الدكتور سمير رؤوف، عن هذا التراجع يعد حركة تصحيحية طبيعية تحدث منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن السوق ما يزال يتمتع بمقومات قوية قادرة على دفعه لاستعادة مستويات مرتفعة قريباً، في جلسة متباينة الأداء، عادت البورصة المصرية للتراجع دون مستوى 36 ألف نقطة، حيث أغلق المؤشر الرئيسي EGX30 عند 35,731 نقطة، متأثراً بتباين حركة الأسهم القيادية.
تأثير سهم التجاري الدولي
أكد سمير رؤوف، وخلال مداخلة هاتفية لبرنامج "أرقام وأسواق" المذاع عبر قناة "أزهري"، أن صعود سهم البنك التجاري الدولي فوق حاجز الـ100 جنيه شكّل المحرك الأساسي للمؤشر خلال الفترة الماضية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن باقي الأسهم المدرجة لم تلحق بنفس الوتيرة.
وأوضح أن هذا النمط من التحرك ليس جديداً على السوق المصرية، إذ يتكرر منذ أكثر من 17 عاماً، حيث غالباً ما يعقب الارتفاع الكبير في سهم قيادي حركة تصحيحية قصيرة، قد تدفع المؤشر نحو مستوى 35,500 نقطة، قبل أن يعاود الارتداد بقوة صوب مستويات أعلى.
غياب المخاطر والأخبار الإيجابية
وبيّن "رؤوف" أن السوق حالياً لا يعكس أي مخاطر أو تخوفات سواء على صعيد الاقتصاد الكلي أو على مستوى أداء الشركات المدرجة، لافتاً إلى أن الأخبار الإيجابية حول إعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال وطرح أصول جديدة، تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين وترسيخ قوة السوق.
وأضاف أن هذه التطورات تدعم السيولة المتدفقة في البورصة المصرية، وهو ما يخلق مناخاً جاذباً سواء للمستثمرين المحليين أو الأجانب، خاصة مع استمرار برنامج الدولة في طرح شركات جديدة للاكتتاب.
توقعات بارتداد سريع
وحول مستقبل السوق، توقع الخبير الاقتصادي، أن يستعيد المؤشر الرئيسي مستوى 36 ألف نقطة سريعاً، مدعوماً بزيادة السيولة وتدويرها في أسهم أخرى بخلاف التجاري الدولي وطلعت مصطفى، مؤكدًا أن هذا المسار سيُمهد الطريق لاختبار مستوى 37 ألف نقطة خلال الفترة المقبلة، إذا ما استمرت المعطيات الإيجابية على وضعها الحالي.
وأشار إلى أن حركة السوق لا تعتمد على سهم واحد فقط، وإنما على تدوير الأموال بين الأسهم القيادية والقطاعات المختلفة، بما يضمن استقراراً واستدامة الصعود.

السيولة اليومية ودورها
وفي ختام حديثه، أوضح سمير رؤوف أن السوق يشهد حالياً مستويات سيولة قوية تتجاوز 5 مليارات جنيه يومياً، متوقعاً ارتفاعها إلى 6 أو 7 مليارات جنيه مع تسارع خطوات إعادة الهيكلة وطرح شركات الدولة، معتبرًا أن هذا الحجم من التداول يعكس ثقة متزايدة من جانب المستثمرين، ويؤكد أن السوق المصرية ما تزال تتمتع بفرص نمو كبيرة على المديين المتوسط والبعيد.
وشدد سمير رؤوف على أن التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية وهيكلة الشركات من جانب، واستمرار تدفق الاستثمارات والسيولة من جانب آخر، هو الضمانة الأساسية لاستمرار السوق في مسارها الصاعد، بما يجعل البورصة المصرية أحد أبرز الوجهات الاستثمارية في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.