عاجل

صلاح عبد العاطي: 3 سيناريوهات تحدد مستقبل غزة وسط ضغوط داخلية وخارجية|فيديو

الدكتور صلاح عبد
الدكتور صلاح عبد العاطي

شهد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة تطورات متسارعة، وسط تزايد التوترات بشأن ملف التهدئة في قطاع غزة، في ظل مماطلة إسرائيلية مستمرة، بحسب ما أكده الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، خلال لقائه مع الإعلامية نهى درويش ببرنامج منتصف النهار على قناة القاهرة الإخبارية.

وأكد صلاح عبد العاطي أن إسرائيل ما زالت تراوغ في الرد على مقترحات الوسطاء الدوليين، فهي لم تقل "نعم" ولم تعلن "لا"، بل تواصل إطلاق تصريحات متناقضة تعكس نواياها الحقيقية بالاستمرار في مخططاتها، وعلى رأسها إعادة احتلال مدينة غزة، كخطوة أولى نحو السيطرة على كامل القطاع، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة العبرية، بما في ذلك الكابينت والجيش ووزير الحرب، صادقت على هذه التوجهات، ما يزيد من تعقيد الموقف.

ضغوط داخلية وتباينات 

وأوضح أن إسرائيل تقف أمام 3 سيناريوهات محتملة بخصوص مستقبل التهدئة في غزة، السيناريو الأول يتمثل في قبول المقترح المطروح من الوسطاء، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية سبق وأن وافقت عليه في وقت سابق، ويعزز هذا السيناريو ضغوط عائلات الأسرى والجنود داخل إسرائيل، إلى جانب موافقة الكنيست، الأمر الذي يمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساحة للتحرك دون الخوف من تهديدات شركائه المتشددين في الائتلاف الحاكم مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

ويرى "عبد العاطي" أن استمرار هذه الضغوط قد يجبر الحكومة على إبداء مرونة، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الداخلية ضد النهج العسكري، الذي أثبت فشله في تحقيق الاستقرار الأمني أو استعادة الجنود الأسرى.

سيناريو المفاوضات بشروط 

أما السيناريو الثاني، وفق صلاح عبد العاطي، فيقوم على فتح مفاوضات لصفقة شاملة وفق الرؤية الإسرائيلية، استنادًا إلى خمس نقاط أساسية أقرها نتنياهو داخل الكابينت، وتشمل هذه النقاط: نزع سلاح حركة حماس وقطاع غزة، الإبقاء على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، رفض عودة السلطة الفلسطينية أو حكم حركة حماس، وتشكيل هيئة مدنية بديلة تدير القطاع تحت إشراف إسرائيلي غير مباشر.

وأضاف أن إسرائيل أبدت رفضًا قاطعًا لأي مبادرات عربية بديلة، بما في ذلك مقترح مصر بتشكيل لجنة إسناد دولية لإعادة إعمار القطاع، هذا الرفض يعكس تمسك تل أبيب برؤيتها الخاصة، القائمة على ضمان استمرار السيطرة الأمنية وتغيير البنية السياسية والإدارية داخل غزة بما يتوافق مع مصالحها.

التصعيد العسكري قبل للتفاوض

رجّح أن يكون السيناريو الثالث هو الأقرب للتنفيذ، وهو إقدام إسرائيل على عملية عسكرية محدودة قبل العودة إلى طاولة التفاوض، موضحًا أن نتنياهو قد يلجأ إلى هذا الخيار لتحقيق مكاسب سياسية، عبر إظهار نفسه بمظهر القائد القوي أمام شركائه المتشددين، وفي الوقت ذاته تسجيل نقاط على حساب خصومه داخل الائتلاف.

وأشار رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إلى أن نتنياهو يخطط لتأسيس حزب جديد بالتعاون مع شخصيات يمينية أخرى، ما يدفعه لتبني خطوات عسكرية ولو رمزية لتعزيز صورته السياسية داخليًا، حتى وإن كان الهدف النهائي هو القبول بالتهدئة لاحقًا.

الموقف الأمريكي والحسم 

وشدد  على أن الموقف الأمريكي قد يكون العامل الحاسم في ترجيح أي من السيناريوهات الثلاثة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى غياب الجدية حتى الآن من جانب واشنطن، هذا الغياب يثير مخاوف واسعة من أن تستغل إسرائيل الغطاء الأمريكي غير المباشر في المضي قدمًا بمشروعها المعروف بـ"إسرائيل الكبرى".

ويرى صلاح عبد العاطي أن هذا المشروع يحمل تهديدات خطيرة تتجاوز حدود فلسطين، ليمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي العربي والسلم الدولي، ويفتح الباب أمام احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة، في ظل تصاعد الاحتقان بالمنطقة وتعدد بؤر التوتر.

<strong>الدكتور صلاح عبد العاطي</strong>
الدكتور صلاح عبد العاطي

تهديدات إقليمية ومخاطر 

في ختام حديثه، أكد صلاح عبد العاطي أن إسرائيل تراهن على سياسة الوقت والمماطلة، في محاولة لاستنزاف الوسطاء وكسب المزيد من الأوراق لصالحها. ومع ذلك، فإن استمرارها في التصعيد قد يقود المنطقة إلى مرحلة غير مسبوقة من المواجهة، خصوصًا مع غياب رؤية واضحة من جانب المجتمع الدولي لفرض حلول عادلة ومستدامة.

وذكر صلاح عبد العاطي أن المرحلة المقبلة ستظل رهينة التوازن بين ضغوط الداخل الإسرائيلي، ورغبة نتنياهو في البقاء بالسلطة، والمواقف الإقليمية والدولية، لتبقى غزة في قلب معادلة معقدة مفتوحة على كل الاحتمالات.

تم نسخ الرابط