خالد الجندي: القرآن الكريم محفوظ لا يمكن تحريفه أو تبديل كلماته

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن كتاب الله عز وجل مصون ومحفوظ بحفظ الله تعالى، ولا يمكن لأي مخلوق أن يبدل كلماته أو يغيرها مهما حاول.
واستشهد بقوله سبحانه: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾، موضحًا أن هذه الآية الكريمة جاءت لتعلن بجلاء أن القرآن الكريم باقٍ محفوظًا إلى يوم الدين، وأن أي محاولة للنيل من قدسيته أو الطعن في ثباته إنما هي مجرد أوهام مردودة على أصحابها.
تفنيد الافتراءات
وأضاف الشيخ الجندي، خلال الحلقة الخاصة من برنامج لعلهم يفقهون المذاع عبر قناة dmc تحت عنوان "حوار الأجيال"، أن بعض المشركين من قريش أثاروا في صدر الإسلام شبهة باطلة زعموا فيها أن القرآن إنما جاء وفق هوى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت هذه الآية لتسد هذا الباب وتفند هذه الافتراءات، مؤكدة أن الوحي إلهي محض، لا دخل فيه للبشر.
النسخ ثابت بالقرآن
وأوضح أن قول الله تعالى: ﴿لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ لا يُفهم منه نفي النسخ، فالنسخ ثابت بالقرآن نفسه، كما في قوله تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾، وهو تشريع إلهي لحِكمٍ عليا، حيث يبدل الله الحكم بما يحقق مصلحة العباد، فينتقل بهم من الأشد إلى الأخف أو من المباح إلى المحظور أو العكس، ومن ذلك تحريم الخمر تدريجيًّا، أو تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، أو تخفيف الصلاة من خمسين فرضًا إلى خمس، مع بقاء الأجر.
وبيّن "الجندي" أن التبديل إذا صدر من الله فهو من مقتضى حكمته وعدله، أما إذا ادّعاه البشر فهو باطل محض، لأن الله سبحانه تكفل بحفظ كتابه، فلا يمكن أن تنال منه يد محرف أو مدّعٍ، لافتًا إلى أن أي محاولة للتحريف أو التزوير إنما هي عبثية لا أثر لها، لأن الأصل الإلهي محفوظ في اللوح المحفوظ وفي صدور المؤمنين، ومصداق ذلك قوله تعالى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.
وشدد على أن من يتجرأ على تبديل كلمات الله أو تزويرها فإنما يكتب لنفسه الباطل ويبوء بالإثم، بينما يبقى القرآن العظيم في عصمته الإلهية محفوظًا على مر العصور، يهدي البشرية بنوره، ويثبت صدق الرسالة الخاتمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.