الإجهاد الحراري ليس مزحة... والوقاية سر النجاة

في ظل ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق الذي تشهده المنطقة، تطلق الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية بوزارة العمل، بتوجيهات من الوزير جبران، حملة توعوية مكثفة تحت شعار "سلامتك وصحتك أمانة… حافظ عليهما".
وتأتي هذه الحملة في إطار جهود الوزارة المستمرة لضمان بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين، مع التركيز بشكل خاص خلال شهر أغسطس على مخاطر الإجهاد الحراري وكيفية الوقاية منه.
تُعد رسالة اليوم، وهي الثامنة عشرة ضمن سلسلة الرسائل التوعوية اليومية التي تُنشر في تمام الساعة الثامنة مساءً، بمثابة تحذير صارم ونداء للوعي حول خطورة الإجهاد الحراري فكما تُشير الحملة: "سلامتك تبدأ بوعي صغيرلكن نتيجته تنقذ حياتك"
ما هو الإجهاد الحراري؟
الإجهاد الحراري ليس مجرد شعور بالحرارة، بل هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته الداخلية. يمكن أن يتراوح الإجهاد الحراري من حالات خفيفة مثل التشنجات الحرارية والإغماء الحراري، إلى حالات شديدة ومهددة للحياة مثل ضربة الشمس.
أعراض الإجهاد الحراري الشائعة تشمل:
التعب الشديد والدوخة والصداع والغثيان والتعرق المفرط أو، في الحالات الشديدة، توقف التعرق (في ضربة الشمس) وتشنجات العضلات وضعف التركيز والارتباك وسرعة ضربات القلب والتنفس.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
العاملون في القطاعات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا في الأماكن المفتوحة أو في بيئات حارة ومغلقة، مثل عمال البناء، المزارعين، وعمال المصانع، هم الأكثر عرضة للإجهاد الحراري كما أن كبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة هم أيضًا فئات أكثر حساسية لتقلبات درجات الحرارة.
الوقاية: مفتاح النجاة
تُشدد وزارة العمل على أن الوقاية هي خط الدفاع الأول ضد الإجهاد الحراري ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من الإجراءات البسيطة والفعالة الترطيب المستمر شرب كميات كافية من الماء بانتظام، حتى لو لم تشعر بالعطش. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر بكثرة، حيث يمكن أن تزيد من الجفاف.
الملابس المناسبة وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وذات ألوان فاتحة تعكس أشعة الشمس وتسمح بتهوية الجسم.
فترات الراحة: أخذ فترات راحة متكررة في أماكن مظللة وباردة، خاصة خلال ساعات الذروة لارتفاع درجات الحرارة (عادة من الظهر حتى الرابعة عصرًا).
تعديل ساعات العمل: ينبغي على أصحاب العمل إعادة جدولة المهام الشاقة لتكون في الأوقات الأقل حرارة من اليوم إن أمكن.
التأقلم التدريجي يجب أن يتعرض العاملون الجدد أو العائدون إلى العمل في البيئات الحارة لدرجات الحرارة بشكل تدريجي للسماح لأجسامهم بالتأقلم.
التوعية والتدريب توفير التدريب اللازم للعاملين حول مخاطر الإجهاد الحراري وكيفية التعرف على أعراضه، وكذلك الإسعافات الأولية اللازمة.
المراقبة يجب على المشرفين مراقبة العاملين عن كثب بحثًا عن أي علامات للإجهاد الحراري، وتقديم المساعدة الفورية عند الحاجة.
مسؤولية مشتركة
تؤكد وزارة العمل أن مكافحة الإجهاد الحراري هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل من أصحاب العمل والعاملين فعلى أصحاب العمل توفير بيئة عمل آمنة وتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة، بينما على العاملين الالتزام بتلك الإجراءات والإبلاغ عن أي شعور بالتعب أو الأعراض المرتبطة بالحرارة.
مع استمرار الحملة التوعوية لوزارة العمل طوال شهر أغسطس، تُجدد الوزارة دعوتها للجميع لمتابعة الرسائل اليومية والاستفادة من المعلومات القيمة التي تقدمها فسلامة وصحة كل فرد في بيئة العمل ليست مجرد شعارات، بل هي أساس إنتاجية ورفاهية المجتمع بأكمله.