عاجل

حكيمة شامي: الوصايا النبوية منظومة قيمية متكاملة لا تقتصر على المسلمين |خاص

حكيمة شامي
حكيمة شامي

قالت الدكتورة حكيمة شامي باحثة جامعية وخبيرة في الشؤون الدينية والثقافية بالمملكة المغربية، إنَّ كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم نورٌ يهتدي به السالكون، وحِكَمٌ خالدة تفيض بالرحمة والهداية، صادرة عن مشكاة النبوة التي أضاءت للعالم دروب الحق والخير في أقواله ووصاياه إشارات بليغة إلى مكارم الأخلاق، وصيانة الحقوق، وحفظ القلوب من الغلّ، والدعوة إلى السكينة والعدل. فمنها ما يرشد المسلم إلى حسن علاقته بربه، ومنها ما يوجهه إلى معاملة الناس بالرفق والإحسان، ليبقى تراثه الشريف معينًا لا ينضب لكل جيل يتلمس سبيل الرشاد.

من مشكاة النبوة أقوال ووصايا من كلام الحبيب المصطفى

وتابعت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، إن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً مهداة للعالمين، تحمل في جوهرها وصايا خالدة تتجاوز حدود الزمان والمكان لتخاطب الإنسانية جمعاء. فقد أوصى بالعدل، فقال:"اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"، وأكد على كرامة الإنسان حين قال في خطبة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام".  كما دعا إلى التعارف والتعاون بين الشعوب، مؤكدًا أن التفاضل لا يكون باللون ولا بالنسب، بل بالتقوى والعمل الصالح: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى".

ولقد شكّلت الوصايا النبوية منظومة قيمية متكاملة، لم تقتصر على توجيه المسلمين فحسب، بل خاطبت وجدان الإنسانية بأسرها، لتؤسس لميثاق أخلاقي خالد. ويمكن تصنيف هذه الوصايا وفق محاور كبرى:

وصايا تتعلق بكرامة الإنسان:

أكد النبي ﷺ أن حياة الإنسان وحقوقه مصونة، فقال في خطبة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". إن هذا النص يُعدّ من أوائل المواثيق الحقوقية التي أقرت قدسية الإنسان وحرمة التعدي عليه.

وصايا في نشر الرحمة:

كان الرسول ﷺ يوصي بالرحمة باعتبارها أساسًا للتعامل الإنساني، فقال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وهي وصية عالمية تضع الرحمة فوق الفوارق الدينية والعرقية.

وصايا في العدل والمساواة:

أعلن صلى الله عليه وسلم مبدأ المساواة حين قال: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى"، هذه الوصية ألغت كل أشكال التمييز الاجتماعي والعرقي، وأرست قاعدة العدالة كأساس للتفاضل.

وصايا في التعايش والسلام:

دعا النبي ﷺ إلى حسن الجوار، وحذّر من إيذاء الآخرين، وجعل ذلك معيارًا للإيمان، فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، وجعل نشر السلام شعارًا للمجتمع الإنساني: "أفشوا السلام بينكم".

وصايا في الأمانة والمسؤولية:

أكد ﷺ أن قيام أي مجتمع إنساني رهين بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك".

وشددت إن هذه الوصايا النبوية، حين ننظر إليها بمنظار إنساني شامل، تمثل دعوة مفتوحة للعالم كي يعيد صياغة قيمه على أساس الرحمة، والعدل، والكرامة، والتعايش، وهي القيم التي لا يزال الإنسان المعاصر في حاجة ماسة إليها.

تم نسخ الرابط