دبابات الاحتلال تقترب من مدينة غزة استعدادا لبدء عملية عربات جدعون الثانية

أكد شهود عيان فلسطينيين داخل مدينة غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، أن دبابات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدأت في دخول المدينة تمهيدًا لبدء الاجتياح البري ضمن عملية عربات جدعون الثانية.
وأعلن جيش الاحتلال ، اليوم الأربعاء، عن بدء تنفيذ المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة، عبر عمليات عسكرية مكثفة تركزت في حي الزيتون ومخيم جباليا، وذلك بعد أن صادق وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، على خطة موسعة أطلق عليها اسم "عربات جدعون الثانية".
تعبئة آلاف من جنود الاحتلال ودفع سكان غزة للجنوب
وتشمل الخطة تعبئة عشرات الآلاف من الجنود، رغم استمرار جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى، الأمر الذي قوبل بانتقادات حادة داخل إسرائيل.
وذكرت إذاعة جيش الكيان الصهيوني الإسرائيلي أن القوات ستبدأ، خلال الأيام القادمة، بدفع سكان مدينة غزة نحو الجنوب كجزء من العملية التمهيدية للسيطرة على المدينة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الاستعدادات لهجوم شامل على غزة باتت في مراحلها النهائية، وأن الجيش يخطط لإرسال أوامر استدعاء لعشرات الآلاف من الجنود خلال أيام.
وأوضح المسؤول الصهيوني أن ما يصل إلى 50 ألفًا من جنود الاحتياط سيتم استدعاؤهم، إلا أن القوة الرئيسية التي ستقود الهجوم على غزة ستكون من الجنود النظاميين العاملين حاليًا في الخدمة الفعلية.
ومن المقرر أن يبدأ جنود الاحتياط المستدعون بالالتحاق بالخدمة بدءًا من سبتمبر المقبل، في حين أن دورهم سيتركز في قطاعات الدعم، بما في ذلك سلاح الجو والمخابرات، أو في تولي مواقع خلفية لتحل محل الجنود النظاميين المنتشرين في مناطق أخرى، بينما تتولى القوات النظامية تنفيذ العمليات داخل مدينة غزة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الجيش قرر استدعاء نحو 60 ألف جندي من الاحتياط للمشاركة في هذه الخطة، التي تهدف، بحسب زعم وزير الدفاع، إلى تهيئة الأجواء لإنهاء الحرب عبر استعادة الأسرى الإسرائيليين، وتجريد حركة حماس من سلاحها، وإبعاد قياداتها عن غزة، إضافة إلى "نزع السلاح الكامل" من القطاع.
وأكد كاتس، وفق تصريحاته، أنه وافق على ما سماه بـ"الترتيبات الإنسانية" لإيواء الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم قسرًا من مدينة غزة نحو الجنوب، رغم الانتقادات التي تشير إلى عدم توفر بنية تحتية قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل من النازحين.
تحذيرات وانتقادات داخلية إسرائيلية
من جهته، حذّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، من مغبة تنفيذ خطة كاتس، واصفًا إياها بأنها "فخ مميت"، مشيرًا إلى أن احتلال مدينة غزة قد يصب في مصلحة حماس، ويمنحها انتصارًا سياسيًا، في حين أن العملية لن تؤدي إلى استعادة الأسرى بل ربما تتسبب في مقتلهم.
كما أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن معارضتها للعملية العسكرية، مشددة على أن الحل المنشود يجب أن يكون عبر صفقة تبادل تضمن عودة المحتجزين أحياء، وليس عبر اجتياح بري لمدينة غزة.
تعثر في الاستجابة للمقترحات الدبلوماسية
في الوقت الذي تتحرك فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية باتجاه غزة، يواصل الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر، جهودهم لدفع إسرائيل نحو القبول بمقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقد أعلنت حركة حماس موافقتها على المقترح المصري القطري الاثنين الماضي، فيما لم تصدر تل أبيب حتى الآن أي رد رسمي.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" نقلًا عن مصادر مصرية أن إسرائيل لم تقدم أي رد على مقترح التهدئة بعد مرور 48 ساعة من استلامه، مما يعقد فرص تحقيق اختراق في المفاوضات الجارية.
أزمة إنسانية متفاقمة على المعابر
وعلى الجانب المصري من معبر رفح، ما تزال آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية متوقفة، بانتظار السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة.
وقدّر عدد هذه الشاحنات بنحو 5 آلاف، تحتجز في المناطق اللوجستية التي خصصتها الحكومة المصرية لتجميع وتنسيق عمليات الإغاثة، في وقت يتواصل فيه تجهيز شاحنات إضافية يوميًا من قبل الهلال الأحمر المصري لإرسالها عبر معبر كرم أبو سالم، الذي بات المنفذ الوحيد لدخول المساعدات بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح.