معلقا على صورة قادة أوروبا المُزلة أمام زعيم البيت الأبيض
مستشار منظمة اليونيسيف: مصر الدولة الوحيدة التي قالت “لا ” لمطالب ترامب

قال الدكتور رشاد حامد مستشار منظمة اليونيسيف لتحليل البيانات، معلقا على زيارة قادة أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكة، واستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لهم، والذي وصفها البعض بالمُزلة، إن مصر الدولة الوحيدة التي قالت “لا ” لمطالب زعيم البيت الأبيض.
وأوضح "حامد" في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": أنه حين جلس ترامب على كرسي البيت الأبيض، انحنى أمامه كل قادة أوروبا وذهبوا جميعًا إلى واشنطن، وكأن زيارة ترامب "فريضة سياسية" لا مهرب منها، لكن القاهرة كانت غير.
وتابع مستشار منظمة اليونيسيف لتحليل البيانات، مصر لم تذهب لتقديم فروض الطاعة، بل وقفت صلبة وقالت "لا"، رفضت خطة ترامب بشأن غزة التي حاولت فرض توطين الفلسطينيين في سيناء، وامتنعت عن تلبية دعوة البيت الأبيض في وقت حساس.
وأردف الدكتور رشاد حامد، مصر وحدها قررت أن السيادة والأمن القومي ليست ورقة مساومة، أم الدنيا وحدها وقفت وقالت “لن نبيع أرضنا، ولن نرهن قرارنا”.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة أوروبا في لقاء رسمي، حيث ظهر ترامب جالساً في مركز الطاولة والتف حوله القادة الأوروبيون.

وقد أثارت هذه الصورة ردود فعل واسعة وتنوعت بين الاستهجان والسخرية، حيث وصفها كثيرون بأنها تعكس مشهداً يشبه "الأب مع أبنائه" أو حتى "المعلم مع تلاميذه".

في التحليل الأول، نظر المتابعون إلى المشهد من زاوية التفوق والسيطرة، واعتبروا أن ترامب يتقمص دور الأب الحازم أو القائد الأعلى الذي يفرض هيمنته على القادة الأوروبيين الذين بدوا وكأنهم في موقع التابعين أو الأبناء. استخدم البعض تعبير "الاب ترامب" للدلالة على قوة النفوذ التي تمارسها الولايات المتحدة، وعلى خضوع القادة الأوروبيين في حضرة ترامب، ما أعاد للأذهان صورة القوة الأمريكية التي تفرض نفسها على حلفائها في أوروبا.
أما في التحليل الآخر، فقد رأى بعضهم أن ترامب ظهر بدور المعلم أو المدير الذي يحاط بالتلاميذ، وهو رمز للدور الأمريكي كالموجه أو صاحب القرار النهائي في التحالفات الغربية، حيث القادة الأوروبيون يتلقون التوجيهات والتعليمات. هذه النظرة تسلط الضوء على العلاقة غير المتكافئة بين الولايات المتحدة وأوروبا، والتي يبدو فيها ترامب بمثابة القائد الذي يوزع الأدوار ويحدد السياسات، في حين يلتزم الآخرون بالاستماع والامتثال.
دلالات رمزية قوية
الجدير بالذكر أن هذه الصورة لم تكن مجرد ترتيب جلوس عادي، بل حملت دلالات رمزية قوية، تعكس واقع النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والغرب عموماً، حيث استحوذت واشنطن على موقع القيادة بينما يكتفي الحلفاء الأوروبيون بمناصب ثانوية.
وقد لاقت هذه الصور على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة لأداء القادة الأوروبيين، واتهامات لهم بعدم القدرة على فرض صوتهم أو مواقفهم المستقلة أمام النفوذ الأمريكي، مع تحذيرات من استمرار هيمنة واشنطن على القرارات الإقليمية والدولية.