عاجل

خبير: مهمة «بيون-إم 2» الروسية تختبر حدود الحياة في الفضاء

الفضاء
الفضاء

قال المهندس أحمد فريد، خبير بوكالة الفضاء الألمانية، إن مهمة «بيون-إم 2» الفضائية الروسية تُعد من المهام الطموحة التي تهدف إلى دراسة تأثير الفضاء على الكائنات الحية، مشيرًا إلى أن هذه المهمة تُعد استكمالًا لتجربة سابقة أُجريت عام 2013 تحت اسم «بيون-إم 1».

75 فأر تجارب

وأضاف فريد، في مداخلة هاتفية، عبر قناة القاهرة الإخبارية من مدينة ميونخ، أن المهمة الجديدة تُعرف إعلاميًا بـ«سفينة نوح»، نظرًا لتضمنها عددًا من الكائنات الحية، منها حوالي 75 فأر تجارب، وألف ذبابة فاكهة، بالإضافة إلى نباتات، تم وضعها داخل كبسولات مجهزة بأجهزة استشعار متقدمة لرصد التغيرات الفسيولوجية التي قد تطرأ على أجسامها خلال الرحلة.

محاكاة الظروف الفضائية

وأوضح أن أهمية هذه التجربة تكمن في قدرتها على محاكاة الظروف الفضائية ودراسة التأثيرات البيئية والفيزيائية على الحياة خارج الأرض، ما يمهد الطريق لفهم أعمق حول قدرة البشر على التكيّف في البيئات الفضائية، خاصة في ظل التوجهات المستقبلية لبناء مستوطنات بشرية على كواكب أخرى.

وأشار فريد إلى أن هذه الكائنات تخضع لتجارب موازية على الأرض، حيث يتم مراقبة نفس أنواع الكائنات تحت ظروف مشابهة، ما يتيح للعلماء إجراء مقارنة دقيقة بين ما يحدث في الفضاء وما يحدث على الأرض، مضيفًا: «كما هو الحال في التجارب الطبية، لا يمكن اختبار تأثيرات الفضاء مباشرة على الإنسان دون المرور بمراحل تجريبية تبدأ بالكائنات الحية، مثل الفئران».

التعامل مع الإشعاع الكوني

وفيما يخص مدار المركبة، قال فريد إن بيون-إم 2 تدور في مدار قطبي يمر عبر القطبين الشمالي والجنوبي، على خلاف محطات الفضاء التقليدية، مثل محطة الفضاء الدولية، التي تدور في مدار مائل، مضيفًا أن اختيار المدار القطبي ليس عشوائيًا، بل يعود إلى الرغبة في دراسة تأثير الإشعاعات الكونية المكثفة التي تكون أكثر حدة في هذا المدار.

وأكد الخبير بوكالة الفضاء الألمانية أن من أكبر التحديات التي تواجه البعثات الفضائية طويلة الأمد هو التعامل مع الإشعاع الكوني، مشيرًا إلى أن تصميم بدلات رواد الفضاء والمركبات يتم بطريقة علمية تحميهم من هذه الإشعاعات، من خلال طبقات عازلة وتقنيات متقدمة تهدف إلى تقليل التأثيرات الضارة على الجسم البشري.

تم نسخ الرابط