ما الفرق بين كلمة (الضعفاء) وكلمة (الضعفؤا) فى القرآن الكريم؟.. أزهري يوضح

ما الفرق بين كلمة (الضعفاء) وكلمة (الضعفؤا) فى القرآن الكريم؟، سؤال بينه الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث ورد لفظ (الضعفاء ، الضعفؤا) فى القرآن الكريم 4 مرات، مرتين بألف ثم همزة (الضعفاء) ومرتين بهمزة مرسومة على واو (الضعفؤا).
ما الفرق بين كلمة (الضعفاء) وكلمة (الضعفؤا) فى القرآن الكريم؟
وقال لاشين: فأما المرتين الأوليين ففى الآيتين: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)) سورة البقرة، وقوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91)) سورة التوبة.
وبملاحظة الآيتين الكريمتين نجد أن الضعف فيهما هو ضعف بدنى وصف به صغار السن فى الآية الأولى ووصف به كبار السن وصغارهم في الآية الثانية كما أن الحالة التى تصف هؤلاء جميعاً هى حالتهم فى الدنيا أى أن الآيتين تتحدثان عن وضع دنيوي.
وأما المرتين الأخريين ففى الآيتين: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (21)) سورة إبراهيم، (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47)) سورة غافر
وبملاحظة هاتين الآيتين نجد أن الضعف فيهما هو ضعف معنوى ضد الإستكبار فى الأرض يصف أناساً ضعافاً تابعين لأناس مستكبرين وراضين عن انقيادهم لهؤلاء المستكبرين كما أن الحال التى وردت فى الآيتين تصف وضعاً أخروياً.
وشدد من خلال ذلك نستطيع أن نفهم أن كلمة (ضعفاء) لا تحمل نفس معنى كلمة (ضعفؤا) بدقة رغم أنهما مشتقتين من جذر واحد ورغم أنهما تلفظان بصوت واحد ولكن الرسم القرآنى ميز بينهما لتميز المعنى الدقيق لكلتيهما: (الضعفاء) هم ضعاف البدن لسبب الطفولة أو كبر السن، و(الضعفؤا) هم ضعاف الحيلة التابعون للمستكبرين، إذا بالألف والهمزة تكون للضعف البدني الدنيوي، وبالواو وعليها الهمزة تكون للضعف المعنوي والأخروي.