عاجل

الخميس أم الجمعة.. متى نحتفل بـ مولد النبي 2025، وهل التهادي بالحلوى جائز؟

متى نحتفل بـ مولد
متى نحتفل بـ مولد النبي 2025 في مصر؟

متى نحتفل بـ مولد النبي 2025، وهل التهادي بالحلوى جائز شرعًا؟ من الأمور التي يكثر البحث عنها خاصة مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف لسنة 1447 هجريًا، وفي التقرير التالي نستعرض متى تحتفل مصر بـ مولد النبي 2025، وهل يأثم من يحرص على تناول الحلوى أو التهادي بها في هذا اليوم باعتبارها بدعة؟

متى نحتفل بـ مولد النبي 2025 في مصر؟

وفق الحسابات الفلكية في مصر فإن مولد النبي 2025 سيوافق يوم الخميس 4 سبتمبر المقبل؛ لكن تبقى الرؤية الشرعية لهلال شهر ربيع الأول والتي تعلنها دار الإفتاء مساء يوم السبت المقبل هي الفيصل في موعد دخول شهر ربيع الأول والاحتفال بـ مولد النبي 2025، فيما تبدأ ليلة المولد النبوي الشريف 2025 من مساء يوم الأربعاء الموافق 3 سبتمبر 2025، وتستمر حتى غروب شمس يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025.

<span style=مولد النبي 2025">
مولد النبي 2025

حيث أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية مواعيد هلال شهر ربيع الأول، مشيرًا إلى أنه يولد هلال شهر ربيع الأول مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة التاسعة والدقيقة الثامنة صباح يوم السبت 29 من صفر1447هـ الموافق 23/8/2025 (يوم الرؤية) بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي.

وأضاف البحوث الفلكية في بيانه بشأن موعد المولد النبوي الشريف 2025: ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 15 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 15 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية)، وفي باقي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين (15– 16 دقيقة).

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025

يحصل العاملون بالقطاع العام على 3 أيام إجازة، عند إضافة عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، إلى إجازة المولد النبوي الشريف 2025 يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر المقبل، بحسب أجندة الإجازات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية، بينما القطاع الخاص فيحصل على يومٍ واحد وهو يوم الخميس الموافق للذكرى.

أفضل الأعمال وأعظم القربات.. ما هو حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لقد كان المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي ﷺ بأنه «رحمة للعالمين»؛ وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم ، وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.

وتابع: الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد ﷺ من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي ﷺ ومحبَّة النبي ﷺ أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده». [رواه مسلم]. وأنه ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». [رواه البخاري]

قال ابن رجب: «محبَّة النبي - ﷺ - من أصول الإيمان، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} . ولما قال عمر للنبي - ﷺ -: أنت أحبُّ إليَّ من كلِّ شيء إلاَّ من نفسي فقال: «لا يا عمر، حتَّى أكون أحبَّ إليك من نفسك» فقال عمر: والله أنت الآن أحبُّ إليَّ من نفسي، قال: «الآن يا عمر». [رواه البخاري].

والاحتفال بمولده ﷺ هو الاحتفاء به، والاحتفاء به ﷺ أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته.

مظاهر الاحتفال المشروعة بالمولد النبوي

درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله ﷺ ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في [المدخل] في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلاما مفيدا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.

قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في كتابه «حسن المقصد في عمل المولد» بعد سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله؟ قال: «والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي - ﷺ- وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه و ينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي - ﷺ- وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.

وقد رد السيوطي على من قال: «لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة» بقوله: «نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود مبينا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلا من السنة، واستخرج له هو - يعني السيوطي- أصلا ثانيا موضحا أن البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة»

روى البيهقي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: «المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما : أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.

<span style=المولد النبوي">
المولد النبوي

قال السيوطي: «وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك سلطان العلماء العز ابن عبد السلام».

وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال: «لأن في هذا الشهر منّ الله تعالى علينا بسيد الأولين والآخرين، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة».

والأصل الذي خرج عليه الحافظ ابن حجر عمل المولد النبوي هو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي - ﷺ - قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، قال الحافظ: ... «فيستفاد منه فعل شكر الله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم»

ويؤكد الحافظ ابن حجر على ما ينبغي أن يعمل في الاحتفال فيقول:" فينبغي أن نقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وما كان مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به».

شراء حلوى المولد النبوي والتهادي

أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أن شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها جائز شرعًا، بل هو مستحب ومندوب إليه، لأنه يعبر عن الفرح بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومحبة له وتعظيمًا لشأنه. ولا تعتبر هذه الممارسة بدعة أو تشبه عبادة الأصنام، كما تدعي بعض الآراء المغلوطة.

تم نسخ الرابط