أسامة محمود: الوساطة المصرية تفتح نافذة أمل لوقف نزيف الدماء في غزة| فيديو

كشف اللواء أركان حرب، أسامة محمود، عن مسار الجهود المصرية الأخيرة لوقف الحرب في قطاع غزة، والدور الذي لعبته القاهرة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة في محاولة التوصل إلى هدنة توقف نزيف الدماء وتعيد الأمل للمدنيين.
وأكد أسامة محمود، خلال حوار خاص مع برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور الفضائية، أن الجهود المصرية كانت محورية منذ بداية التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن القاهرة لم تدخر أي وسيلة دبلوماسية لإقناع الأطراف المختلفة بضرورة التهدئة، لا سيما المبادرة الأخيرة جاءت بتمهيد من وزارة الخارجية ومنسقة مع الشريك القطري، لتعزيز فرص تحقيق وقف إطلاق النار.
هدنة أولية لمدة 60 يومًا
وأوضح أسامة محمود أن هدنة أولية تم الاتفاق عليها مع حركة حماس لمدة 60 يومًا، تهدف إلى تهدئة الأوضاع قبل التفاوض على وقف إطلاق النار الدائم، موضحًا أن المبادرة تشمل تبادل الأسرى بين الطرفين، ويصل عدد المعتقلين الفلسطينيين المشمولين نحو 1500 أسير، من بينهم 1400 من قطاع غزة، بالإضافة إلى بعض الأسرى من الضفة الغربية.
وأشار أسامة محمود إلى أن الهدف من هذه المرحلة المؤقتة هو منح المدنيين في غزة فرصة لاستعادة حياتهم بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، لافتًا إلى أن تنفيذ هذه الهدنة الجزئية يمثل اختبارًا لقدرة الأطراف على الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
الكرة في ملعب إسرائيل
وأكد أسامة محمود أن المبادرة المصرية وضعت إسرائيل في موقف صعب سياسيًا وعسكريًا، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه رفضًا داخليًا من بعض وزرائه ورئيس الأركان لاتباع خطة الاحتلال الكاملة لغزة، بالإضافة إلى صعوبة تحقيق الأهداف العسكرية الاستراتيجية المعلنة خلال الحرب.
وأضاف أسامة محمود أن الضغوط المصرية والقطرية والدولية، إلى جانب الفشل العسكري النسبي، تجعل من احتمالات قبول إسرائيل بالهدنة مرتفعة على المدى القريب، خصوصًا في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية وعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه بشكل كامل.
دور الضمانات الدولية
ولفت أسامة محمود إلى أهمية الدور الأمريكي والدولي في دعم هذه المبادرة، مؤكداً أن الضمانات الخارجية تساعد على التثبيت الفعلي للهدنة، وتحد من إمكانية خرقها من قبل أي طرف، مضيفًا أن التهدئة المدروسة يمكن أن تمهد الطريق لتوسيعها إلى وقف إطلاق نار دائم يضمن استقرار القطاع.
وشدد أسامة محمود على أن الجهود الدبلوماسية مستمرة دون كلل، وأن مصر تواصل التنسيق مع مختلف الأطراف الدولية لضمان أن تكون الهدنة أكثر من مجرد اتفاق على الورق، بل خطوة فعلية لإنقاذ المدنيين ووقف المجازر الإنسانية.

المقاومة والشارع الفلسطيني
وأشار أسامة محمود إلى أن التهدئة التي تمت الموافقة عليها من قبل حركة حماس أظهرت درجة من الذكاء الاستراتيجي الفلسطيني، حيث تم رفض أي هدنة جزئية غير متزامنة مع تبادل الأسرى، ما يجعل الكرة الآن في ملعب إسرائيل، مؤكداً أن استمرار الضغوط الداخلية والخارجية على تل أبيب سيؤثر بشكل مباشر على سرعة تنفيذ الهدنة واستقرار القطاع.
وختم أسامة محمود حديثه بالتأكيد على أن النجاح في هذه المرحلة يعتمد على التزام جميع الأطراف بالاتفاقات، وأن الدور المصري سيظل محورياً لضمان أن تكون غزة أكثر أمانًا للمدنيين، مع استمرار متابعة الوضع عن كثب لضمان تمديد التهدئة وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم.