طارق فهمي: حماس لن تفرج عن جميع المحتجزين مهما طال التفاوض|فيديو

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حركة حماس لن تقدم على الإفراج عن جميع المحتجزين لديها في أي مرحلة من المفاوضات، مشيرًا إلى أن هذا الملف يعتبر ورقة ضغط سياسية وإنسانية تستخدمها الحركة بذكاء في إدارة الصراع مع إسرائيل.

وأوضح فهمي، خلال حوار ببرنامج "مساء dmc"، أن حماس تتبع سياسة الانتقائية في التعامل مع الأسرى والمحتجزين، وتحرص على الاحتفاظ ببعضهم كورقة تفاوضية استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، الأمر الذي يجعل هذا الملف من أكثر الملفات تعقيدًا في مسار التهدئة.
المفاوضات أمام اختبار حقيقي وصعب
وأشار الخبير السياسي إلى أن المفاوضات الجارية بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية تواجه اختبارًا صعبًا، لأن إسرائيل تسعى إلى استعادة كل المحتجزين، بينما ترفض حماس التخلي عن هذه الورقة بالكامل.
وأضاف أن الحركة تعتمد على المماطلة والتدرج في تقديم التنازلات، بحيث تقدم بعض الأسماء أو الحالات الإنسانية فقط، بينما تبقي على الشخصيات ذات الثقل أو المرتبطة بملفات أمنية كبيرة تحت سيطرتها.
إسرائيل مضطرة لإعادة حساباتها
ولفت فهمي إلى أن إسرائيل بدورها مضطرة لإعادة حساباتها في هذا الملف، لأنها تدرك أن الحل العسكري لن يجدي نفعًا، وأن استمرار احتجاز الرهائن يشكل ضغطًا داخليًا على الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل الغضب الشعبي وتزايد المطالبات بضرورة إعادتهم.
وأوضح أن حكومة نتنياهو تواجه انقسامًا داخليًا بين من يطالب بالحسم العسكري ومن يرى أن التفاوض هو الخيار الأقل تكلفة، وهو ما يعكس مأزقًا سياسيًا وأمنيًا بالغ التعقيد بالنسبة لتل أبيب.
الموقف المصري محور رئيسي في الوساطة
وشدد الدكتور طارق فهمي على أن مصر ما زالت تمثل المحور الأساسي في أي تحرك يخص التهدئة أو تبادل المحتجزين، نظرًا لثقة الأطراف المختلفة في الدور المصري وامتلاك القاهرة قنوات اتصال فعّالة مع حماس وإسرائيل على حد سواء.
وأضاف أن الجهود المصرية تسير وفق خطين متوازيين: الأول هو منع التصعيد الميداني، والثاني هو محاولة إيجاد صيغة عادلة لملف المحتجزين، بما يضمن تهدئة طويلة المدى تحفظ الاستقرار في المنطقة.
حماس تراهن على طول أمد الصراع
وأوضح الخبير السياسي أن حماس تراهن على عامل الوقت، إذ تسعى لإطالة أمد الصراع على ملف المحتجزين من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والإعلامية، خصوصًا أنها ترى في كل عملية تفاوض فرصة لإعادة تموضعها كفاعل رئيسي لا يمكن تجاوزه.
وأشار إلى أن الحركة تستغل أيضًا الانقسامات داخل الساحة الإسرائيلية، معتبرة أن الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو سيجبرها في النهاية على تقديم تنازلات قد لا تكون متاحة في الظروف العادية.
مستقبل المفاوضات مرتبط بمدى مرونة الطرفين
واختتم الدكتور طارق فهمي حديثه بالتأكيد على أن مستقبل المفاوضات مرهون بمدى مرونة الطرفين، لكن الواقع يشير إلى أن حماس لن تفرج عن كل المحتجزين أبدًا، لأنها تعتبر هذا الملف بمثابة "صندوق ضمان" سياسي وأمني لا يمكن المساس به.
وقال إن الأمل الوحيد يكمن في التوصل إلى تسويات جزئية أو مرحلية، قد تبدأ بالحالات الإنسانية مثل النساء وكبار السن، ثم التدرج لاحقًا في بقية الأسماء، مشددًا على أن هذا المسار يحتاج إلى وقت طويل وإرادة سياسية من الطرفين.