عاجل

فيروز مكي: هل خطة الاحتلال الإسرائيلية تعيد استراتيجية رابين أم تصعيد نتنياهو؟

الإعلامية  فيروز
الإعلامية فيروز مكي

ناقشت الإعلامية فيروز مكي، في برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، الاستراتيجية التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين، حين قال: "سأمضي في التفاوض وكأن لم يكن هناك عنف، وأحارب كما لو لم تكن هناك مفاوضات"، موضحه أن هذه الاستراتيجية يبدو أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو يعيد تبنيها اليوم في التعامل مع قطاع غزة.

وأوضحت فيروز مكي أن حكومة نتنياهو وافقت على خطة احتلال غزة، فيما أعلن جيش الاحتلال استعداده لتنفيذ المهمة العسكرية، رغم تحفظات رئيس الأركان إيال زامير على القرار. وفي المقابل، أظهرت الحلقة أن حركة حماس، بدعم من الوسطاء، وافقت على هدنة لمدة 60 يومًا، تشمل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين.

دور اليمين المتطرف 

أشارت فيروز مكي إلى أن اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية يواصل إذكاء التصعيد ودفع الإدارة نحو توسيع دائرة الحرب في غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني. وتساءلت الإعلامية: هل خطة احتلال غزة ستعمق الأزمة بين المؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل، أم ستخضع جيش الاحتلال تمامًا لقرارات نتنياهو؟

وأكدت فيروز مكي أن هذا الصدام المحتمل بين رئيس الحكومة ورئيس الأركان يعكس التوتر الداخلي في إسرائيل، الذي قد ينعكس على كفاءة الجيش وقدرته على تنفيذ العمليات العسكرية، خاصة في ظل مقاومة فلسطينية مستمرة ومفاوضات هدنة قائمة.

فرصة أم خطوة تكتيكية؟

أبرزت فيروز مكي أن الهدنة التي وافقت عليها حماس تأتي بعد ضغط من الوسطاء الدوليين، وتهدف إلى وقف العمليات العسكرية مؤقتًا وتوفير بيئة آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أن الهدنة تشمل أيضًا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، في إطار محاولة لتهدئة التوتر وتحقيق مكاسب سياسية وإنسانية.

وأشار التحليل إلى أن هذه الخطوة قد تكون تكتيكًا استراتيجيًا من حماس، حيث تهدف إلى تخفيف الضغط العسكري عن القطاع ومنحها فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، مقابل فتح باب للمفاوضات مستقبليًا، لكن استمرار التصعيد الإسرائيلي يهدد فعالية هذه الهدنة.

تأثير الاحتلال على الاستقرار 

ناقشت فيروز مكي أيضًا تداعيات خطة الاحتلال على الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن أي تصعيد عسكري في غزة قد يوسع دائرة النزاع ليشمل مناطق أخرى، ويزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين ويعقد الجهود الدولية لتهدئة الوضع. وأكدت الإعلامية أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى ضغوط دولية على إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحماية المدنيين.

كما شددت فيروز مكي على أن نجاح أي هدنة أو اتفاق مستقبلي يعتمد على إرادة الأطراف جميعًا للالتزام بالشروط الإنسانية والسياسية، إلى جانب ضمان وصول المساعدات إلى المستحقين دون عوائق، ما يعكس ضرورة التنسيق الدولي المكثف لدعم الاستقرار في المنطقة.

برنامج مطروح للنقاش 
برنامج مطروح للنقاش 

السيناريوهات المستقبلية

ختمت فيروز مكي بالتأكيد على أن المعركة القادمة في غزة تحتاج إلى تقدير دقيق للمخاطر والفرص، مشيرة إلى أن الصراع المستمر بين السياسات الإسرائيلية الداخلية وحركة حماس سيحدد إلى حد كبير مسار الأحداث. وطرح البرنامج عدة أسئلة حول إمكانية أن تُخضع خطة الاحتلال جيش الاحتلال للقرارات السياسية، أم أن المعارضة الداخلية ستُجبر نتنياهو على إعادة النظر في استراتيجيته.

وأكد التحليل أن أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المدنيين، ويزيد من صعوبة التوصل إلى هدنة دائمة، ما يبرز أهمية الدور المصري والدولي في الوساطة وضمان التهدئة لحماية القطاع وسكانه.

تم نسخ الرابط