عاجل

أحمد فؤاد أنور: الضغوط الداخلية ستدفع إسرائيل للموافقة على هدنة غزة

أحمد فؤاد أنور
أحمد فؤاد أنور

أكد الدكتور  أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، في حوار مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج الساعة 6 على فضائية الحياة، أن موافقة إسرائيل على مقترح الهدنة في قطاع غزة جاءت نتيجة ضغوط داخلية شديدة تواجه حكومة بنيامين نتنياهو وأوضح أن الأزمة السياسية والأمنية في الداخل الإسرائيلي دفعت الحكومة لتسريع اتخاذ قرار الهدنة لتخفيف الضغط على نتنياهو وحكومته.

وأشار أنور إلى أن استمرار العمليات العسكرية في غزة وزيادة الخسائر البشرية والمادية جعلت الرأي العام الإسرائيلي يطالب بسرعة إنهاء الأزمة، وهو ما انعكس مباشرة على موقف الحكومة تجاه مقترح الهدنة.

 

الضغوط السياسية الداخلية وراء قرار نتنياهو

لفت الدكتور أنور إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من الأحزاب الداعمة والمعارضة على حد سواء، نتيجة تراجع شعبيته وسط الجمهور الإسرائيلي. وأضاف أن هذه الضغوط أسهمت بشكل كبير في دفع الحكومة للموافقة على الهدنة في أسرع وقت ممكن، لتجنب انفجار سياسي داخلي قد يضعف موقفه أمام الكتل البرلمانية والشارع الإسرائيلي.

وأوضح أن الصراعات الداخلية بين نتنياهو ووزير الدفاع، بالإضافة إلى الخلافات حول إدارة الحرب، جعلت اتخاذ قرار سريع للهدنة ضرورة استراتيجية لتجنب مزيد من الانقسام داخل الحكومة.

 

استمرار الحرب في غزة وتأثيره على الرأي العام الإسرائيلي

أوضح أنور أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل، حيث يشعر المواطنون الإسرائيليون بالضغط النفسي والخوف من الخسائر المستمرة ، وأكد أن هذه العوامل مجتمعة كانت السبب في تسريع قبول الحكومة الإسرائيلية لمقترح الهدنة، من أجل تهدئة الوضع الداخلي والحفاظ على الاستقرار السياسي.

وأضاف أن الأزمة الإنسانية في غزة والضغط الدولي ساعدا أيضًا في تعزيز أهمية التوصل إلى اتفاق هدنة سريع، لتخفيف حدة التوتر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

دور الأحزاب الإسرائيلية في فرض قرار الهدنة

أشار الدكتور أنور إلى أن الأحزاب داخل الكنيست الإسرائيلي لعبت دورًا مؤثرًا في دفع نتنياهو لتبني مقترح الهدنة. وأوضح أن النقاشات الحادة داخل البرلمان حول إدارة الحرب والضغوط الجماهيرية أظهرت أن استمرار الصراع دون حل قد يضر بالحكومة ويزيد من حدة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء.

وأكد أن هذا التفاعل البرلماني الداخلي مع الرأي العام خلق بيئة ملائمة لتبني مقترح الهدنة بسرعة، لتجنب المزيد من التدهور السياسي.

 

الأبعاد الأمنية والاستراتيجية لقرار الهدنة

لفت الدكتور أنور إلى أن الموافقة على الهدنة ليست فقط استجابة لضغوط داخلية، بل تحمل أيضًا بعدًا استراتيجيًا وأمنيًا. وأوضح أن إسرائيل ترغب في إعادة ترتيب أوراقها الأمنية، وتقليل خسائر المدنيين والجنود، إلى جانب الحفاظ على قوة الجيش وقدرته على التحرك في أي سيناريو مستقبلي.

وأشار أن اتخاذ قرار الهدنة في هذا التوقيت يعكس وعي الحكومة الإسرائيلية بالتحديات السياسية والاقتصادية، إلى جانب إدراكها للمخاطر المتزايدة من استمرار الحرب دون حل.

 

الموقف الدولي ودوره في تسريع الهدنة

أكد الدكتور أنور أن الموقف الدولي لعب دورًا مكملًا للضغوط الداخلية، حيث تزايدت الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية، وهو ما ساعد إسرائيل على اتخاذ قرار الهدنة بسرعة ، وأضاف أن التوازن بين الضغط الداخلي والخارجي شكل عاملاً حاسمًا في قدرة نتنياهو على تنفيذ القرار دون الإضرار بموقعه السياسي.

 

توقعات المستقبل بعد الهدنة

ختم الدكتور أنور تحليله بالإشارة إلى أن نجاح الهدنة يعتمد على التزام الأطراف بالبنود المتفق عليها، والقدرة على إدارة المرحلة القادمة بما يحقق استقرارًا نسبيًا في غزة، مع مراقبة الوضع الداخلي الإسرائيلي الذي سيستمر في التأثير على سياسات الحكومة تجاه الصراع الفلسطيني.

تم نسخ الرابط