السويس الجديدة نموذج مصري للمدن الذكية والصديقة للبيئة

في إطار التعاون المستمر بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بدأت خطوات تنفيذية جادة بمدينة السويس الجديدة من أجل دراسة تطبيق أنظمة الطاقة الشمسية في المشروعات السكنية.
يأتي ذلك ضمن توجه الدولة لتعزيز استخدامات الطاقة النظيفة، وتفعيل استراتيجية البناء الأخضر التي تستهدف رفع كفاءة المدن الجديدة وجعلها أكثر استدامة.
خطوات عملية في السويس الجديدة
قامت لجنة مشتركة من شركة توزيع الكهرباء وجهاز تنمية مدينة السويس الجديدة بمعاينة 86 عمارة سكنية تضم نحو 2,064 وحدة، وذلك تمهيدًا لإعداد دراسة شاملة لتغذيتها بالكهرباء من خلال مصادر الطاقة الشمسية.
تهدف هذه الخطوة إلى ترشيد استهلاك الكهرباء وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، بجانب توفير طاقة آمنة ومستدامة تدعم احتياجات السكان اليومية وتساهم في خفض الأعباء المستقبلية على الشبكة القومية للكهرباء.
خلفية التعاون بين الوزارتين
تأتي هذه الإجراءات تنفيذًا لمخرجات الاجتماع المشترك الذي عقد في مطلع الشهر الماضي بين الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
ناقش الاجتماع آليات التعاون لتعزيز مشروعات الطاقة المتجددة في المدن الجديدة، وتوفير القدرات الكهربائية اللازمة للمشروعات السكنية والخدمية. كما تطرق إلى أهمية تطبيق أنظمة بناء صديقة للبيئة تركز على ترشيد استهلاك كل من المياه والطاقة، بما يتماشى مع خطط الدولة للتنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
السويس الجديدة نموذجًا للمدن المستدامة
أكدت المهندسة أسماء مخلوف، رئيس جهاز مدينة السويس الجديدة، أن الطاقة المتجددة تمثل أحد أعمدة التنمية العمرانية الحديثة، مشيرة إلى أن التعاون القائم بين الوزارتين يسير بوتيرة سريعة لترجمة الاستراتيجيات الوطنية إلى مشروعات عملية على أرض الواقع.
وأضافت أن مدينة السويس الجديدة تسعى لتكون نموذجًا للمدن الذكية والخضراء، حيث تعتمد على حلول مبتكرة في إدارة الطاقة، وتطبيق أنظمة صديقة للبيئة تضمن راحة المواطنين وتلبي احتياجاتهم المستقبلية دون الإضرار بالموارد الطبيعية.
رؤية مستقبلية للتوسع في البناء الأخضر
يعكس المشروع الجاري في السويس الجديدة توجهًا استراتيجيًا أوسع يشمل جميع المدن الجديدة، إذ تستهدف الدولة إدخال مصادر الطاقة المتجددة ضمن منظومة التخطيط العمراني منذ المراحل الأولى. ويتيح ذلك خفض تكاليف التشغيل، والحد من معدلات التلوث، فضلًا عن خلق بيئة حضرية صحية وجاذبة للاستثمار.
كما أن التوسع في استخدام الطاقة الشمسية يدعم التوجه الوطني نحو خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويسهم في تحقيق أهداف مصر في مجال الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
ما يجري في مدينة السويس الجديدة يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانتها كمدينة حديثة وصديقة للبيئة، تعتمد على الابتكار في إدارة مواردها. ومع تزايد التنسيق بين وزارة الإسكان ووزارة الكهرباء، يتوقع أن تصبح السويس الجديدة نموذجًا يحتذى به في تعميم مشروعات الطاقة الشمسية بالمدن المصرية، وهو ما يضعها في قلب التحول الوطني نحو مدن مستدامة تحقق التوازن بين التنمية وحماية البيئة.