"كريم".. حكاية نزهة بدأت ببسمات على النيل وانتهت بدعوات لخروج جثمانه من المياه

استعدادت وخطوات كتيرة متتالية يخطوها طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، وبداخله قلب تملأه فرحة الخروج في نزهة مع والدته واشقاؤه وجيرانه، تكاد تكون الأولى من نوعها وهو يعلم ذلك، إلا أنه هو ومرافقيه لم يكونوا على علم أنها ستكون الأخيرة.
فتح الحصالة وجمع تحويشة أيام وشهور، الهدوم جهزها من بالليل، عرف كل أصحابه وجيرانه أنه على موعد يوم الاثنين الموافق 18/8/2025 مع رحلة إلى عبارة طهطا الشهيرة والمرسى الخاص بها والملاهي التي تحيط بها، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة حلم كل طفل أن يذهب إليها لقضاء يوم بها والتنزه فيها رفقة أسرته.
"كريم" طفل في العاشرة من عمره، من أبناء قرية العتامنة التابعة لدائرة مركز شرطة طما شمالي محافظة سوهاج، كان على موعد لقضاء يوم يتنزه فيه مع أسرته في عبارة طهطا والملاهي المحيطة بها، وهذا كما كان اتفاقه مع والدته قبل بدء تردده على الدروس الخصوصية وقبل بدء العام الدراسي الجديد كما هو معتاد كل عام، رحلة تم إعداد عدتها منذ أيام لكي تكون بالشكل الذي لطالما حلم به.
وجاء اليوم الموعود واستيقظ الجميع في الصباح الباكر كي لا تضيع دقيقة واحدة من يوم النزهة المتفق عليه، مر كريم على أفراد أسرته واحد تلو الآخر كي يشد من عزمهم حتى لا يتأخروا، وخرجوا جميعا وفي ذهن كل واحد منهم برنامجه الخاص الذي اتفق مع رغبته في السعادة ولو كانت ساعات قصيرة.
وصلوا إلى مرسى عبارة طهطا والملاهي المحيطة بها، كانت الضحكة تملاء أفواه وقلوب كريم وأسرته، وعزموا على أن يتركوا كل ما يكدر صفوا تلك السويعات السعيدة خلف ظهورهم أو حتى يمحوها محوًا مؤقتًا خلال ساعات رحلتهم.
حظى كل فرد من أفراد أسرة كريم وكريم على لحظات سعادة من يومهم الموعود، وقبل انتهائه ذهب كريم لكي يغسل يديه من ماء نهر النيل، إلا أن القدر رسم نهاية لم تكن في حسبان أحد عندما زلقت قدم كريم وسقط في مياه نهر النيل على حين غفلة منه ومن الحاضرين معه، وما هى إلا ثوان معدودة حتى كان كريم في عمق مياه النيل التي لم يستطع مقاومتها لشدتها من جهة ولعدم قدرته على السباحة من جهة أخرى، وبهذا ينتهي يوم نزهة كريم بل ويسطر له أن تنتهي حياته وأيامه في الدنيا بأكملها.
ومن جهتها تكثف قوات الإنقاذ النهري بمحافظة سوهاج، اليوم الثاني على التوالي، جهودها للعثور على جثة طفل في العاشرة من عمره، لقى مصرعه غرقًا في مياه نهر النيل بناحية قرية جزيرة الخزاندرية دائرة مركز شرطة طهطا شمالي محافظة سوهاج.
كان اللواء حسن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، تلقى اخطارًا من غرفة عمليات النجدة يفيد غرق طفل في مياه نهر النيل دائرة مركز شرطة طهطا، ولم يتم انتشال جثمانه.
تبين من التحريات الأولية وبالفحص أنه أثناء لهو الطفل كريم 10 سنوات، مقيم ناحية قرية العتامنة دائرة مركز شرطة طما، على حافة مياه نهر النيل أمام جزيرة الخزندارية، والذي حضر رفقة أهليته لقضاء فسحتهم، سقط به ما نتج عنه غرقه لعدم اجادته السباحة.
ومن جهتهم لم تغادر أسرة كريم وأقاربه مرسى العبارة بطهطا المكان منذ ساعة غرقه حتى الآن في انتظار انتشال جثمانه من المياه وتشييعه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية العتامنة.
وتنهال الدعوات من أبناء محافظة سوهاج داعين الله عز وجل أن يخرج الجثمان، وألا يظل كثيرا في المياه، لاسيما بعد انهيار والدته وأسرته بعد غرقه أمام أعينهم، وعدم استطاعتهم إنقاذه.