عاجل

من «ألاسكا لـواشنطن حتي السلام»..3 قمم تاريخية يشهدها العالم لوقف حرب أوكرانيا

ترامب بوتين زيلينسكي
ترامب بوتين زيلينسكي

تٌشكل قمة الثلاثي المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نقطة مفصلية في مسار الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ عام 2022، وذلك بعد سلسلة لقاءات ومحادثات شهدتها قمتان سابقتان في ألاسكا وواشنطن، يضع العالم أنظاره على ما يمكن أن تقدمه هذه القمة، التي أُطلق عليها اسم "قمة السلام"، في سبيل إيجاد مخرج سياسي لأزمة عميقة.

ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان سيبرم صفقة أم لا  - CNN Arabic

قمة ألاسكا

وصلت طائرات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب إلى قاعدة إلمندورف الجوية في ألاسكا الأسبوع الماضي، معلنة أول لقاء مباشر بينهما منذ عودة ترامب إلى الرئاسة. جرت القمة في قاعدة عسكرية ذات رمزية تاريخية قرب حدود روسيا وأمريكا، وسط استقبال عسكري رسمي وعروض جوية لطائرات أمريكية متطورة. رغم أجواء الود والتصفيق المتبادل، شهد اللقاء بداية متوترة مع ظهور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مرتديًا قميصًا يحمل شعار "الاتحاد السوفيتي"، ما اعتُبر رسالة سياسية مثيرة للجدل في ظل الحرب الأوكرانية.

تخلل اللقاء جلسات حوارية ركزت على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في أوكرانيا، وأبدى بوتين تفاؤله بإمكانية تطبيع العلاقات الثنائية، فيما وصف ترامب القمة بالمثمرة مع وعده بالعمل على وقف الحرب وفتح قنوات التواصل مع كييف وأوروبا. ومع ذلك، أثار صمت القادة خلال المؤتمر الصحفي تساؤلات حول جدية وشفافية النتائج، وسط إجراءات أمنية مشددة خلال مغادرتهم. القمة تمثل محطة هامة في العلاقات الأمريكية-الروسية، حيث تتلاقى رموز الحرب الباردة مع آمال السلام وسط تحديات دولية متزايدة.

قمة ألاسكا

المشاركون الرئيسيون

الولايات المتحدة: ترأس الوفد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إضافة إلى مستشارين كبار من البيت الأبيض ووزارة الدفاع.

روسيا: قاد الوفد وزير الخارجية سيرغي لافروف، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين.

قمة واشنطن

في الـ18 من أغسطس 2025، احتضنت واشنطن لقاءً جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور قادة أوروبيين. ركز هذا الاجتماع على بحث الضمانات الأمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، ومسألة وقف إطلاق النار، إضافة إلى التحضير للقمة الثلاثية المرتقبة مع بوتين.

في هذا اللقاء، أبدى ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية، مشيدًا بجهود زيلينسكي في السعي لإنهاء الصراع، ومشددًا في الوقت نفسه على ضرورة أن تلعب أوروبا دور "الخط الدفاعي الأول"، في مؤشر على رغبة أمريكية بتوزيع الأعباء. كما أعلن ترامب أنه بدأ الترتيبات لعقد قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي، يتبعها لقاء ثلاثي يضم الرئيسين إلى جانبه.

شروط بوتين وزيلينسكي تهدد خطة ترامب للسلام في أوكرانيا | القاهرة الاخبارية

ملامح القمة الثلاثية "قمة السلام"

وتُرتقب القمة التي من المقرر عقدها خلال الأسابيع المقبلة، لتكون أول لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي منذ اندلاع الحرب، بمشاركة ترامب كوسيط رئيسي. تركز القمة على النقاط التالية:

  • ضمانات أمنية لأوكرانيا: تسعى كييف للحصول على ضمانات دولية قوية، ربما تشبه المادة 5 من ميثاق الناتو، لضمان عدم تعرضها لأي عدوان مستقبلي.
  • وقف إطلاق النار: تمثل هذه الخطوة شرطًا أساسيًا للقادة الأوروبيين، لكنها تثير جدلاً بين واشنطن وكييف، خصوصًا مع رفض ترامب لوقف إطلاق نار فوري، مفضلًا صفقة سلام شاملة قد تشمل تنازلات أراضي.
  • تبادل الأراضي: تعتبر هذه النقطة من أكثر القضايا حساسية، إذ لا يزال زيلينسكي يتهرب من مناقشتها بشكل مباشر، بينما تشير بعض التسريبات إلى استعداد موسكو للموافقة على تنازلات مقابل ضمانات أمنية.
  • دور أوروبا: تسعى القمة إلى إبراز دور الاتحاد الأوروبي كطرف أساسي في دعم السلام، مع اقتراح ماكرون إضافة قائد أوروبي للقمة، لتصبح رباعية.

تحديات القمة

رغم التفاؤل الذي أبداه ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام سريع، فإن الخلافات العميقة حول التفاصيل الفنية مثل طبيعة الضمانات الأمنية، ومستقبل الأراضي المحتلة، تعكس هشاشة التفاهمات.

كما تعكس محادثات ترامب الهاتفية مع بوتين محاولة لتحقيق توازن دبلوماسي بين الضغط على موسكو والطمأنة لها، بهدف دفعها للقبول بحل سياسي، في حين يصر زيلينسكي على استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا.

وتُعد قمة السلام هذه اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف الثلاثة على تجاوز الخلافات الراهنة وإيجاد أرضية مشتركة. نجاح القمة قد يمهد الطريق لتخفيف التوترات وإنهاء الحرب التي خلفت آلاف الضحايا وملايين النازحين.

لكن في المقابل، قد يؤدي فشل القمة إلى تصعيد جديد، مع مزيد من التوترات بين واشنطن وموسكو، وربما توترات بين الولايات المتحدة وأوروبا، في حال شعرت الأخيرة بتراجع الدعم الأمريكي أو تفاوض خلف الكواليس.

تم نسخ الرابط