عاجل

ثروت الخرباوي يكشف أساليب الإخوان في استغلال الدين والإعلام للسيطرة على العقول

الدكتور ثروت الخرباوي
الدكتور ثروت الخرباوي

كشف الدكتور ثروت الخرباوي، خبير شؤون الجماعات الإرهابية، عن أساليب جماعة الإخوان في استغلال الدين والإعلام للتحكم في عقول الجماهير، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية كانت مدروسة بدقة لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية بعيدة المدى.

استغلال الدين والإعلام

وقال ثروت الخرباوي، خلال لقاءه ببرنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية: "اتخذوا الدين وسيلة لإدارة عقول الجماهير، وهم بارعون في ذلك، حتى أن بعض المشايخ البارزين في الجماعة كانوا يسيئون لتاريخ وشخصيات علمية كبيرة مثل طه حسين".

وأشار ثروت الخرباوي إلى أن جماعة الإخوان اعتمدت منذ البداية على دراسات دقيقة وتدريب مكثف للقيادات الإعلامية داخل التنظيم، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الجنسية، حيث يمكن أن يكون المدرب ملحدًا أو يهوديًا، المهم هو إعداد محتوى إعلامي مؤثر يسيطر على الرأي العام ويشكل بروفايل معين للجماهير المستهدفة.

صناعة الكذب الإعلامي 

أوضح ثروت الخرباوي أن الجماعة اعتمدت على صناعة الصور المفبركة والأحداث المزيفة للتلاعب بمشاعر الناس، مثل الصور التي تظهر أطفالًا وكأنهم يتعرضون لانتهاكات على أيدي الجيش أو الشرطة، حيث كان يتم تصوير جزئية معينة وترويجها بشكل يضلل الرأي العام، قائًلا: "رأينا صورًا انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر طفلًا مضغوطًا برأسه على الأرض، مع قدم جندي فوقه، بينما الواقع كان مختلفًا تمامًا الهدف هو الترويج لمعلومات مضللة وجعلها راسخة في ذهن المتلقي".

وأكد ثروت الخرباوي أن هذه الأساليب لم تقتصر على الصور فقط، بل شملت فيديوهات ومحتوى مسموعًا مكتوبًا، يتم تحويره لتقديم الأحداث بشكل مشوه يحقق أهداف الجماعة، وهو ما يؤدي إلى خداع العقول وإيصال رسالة معينة، حتى لو اكتشف البعض الحقيقة لاحقًا، فإن الانطباع الأول يظل راسخًا في وجدان المشاهد.

تجارب الإخوان الإعلامية 

أوضح ثروت الخرباوي أن الإخوان طوروا شبكة إعلامية متكاملة تشمل كافة وسائل التواصل التقليدية والحديثة، مع تدريب القيادات على استخدام التكنولوجيا الحديثة لإدارة المحتوى الإعلامي والتأثير على الرأي العام، مبينًا: "لقد تم تأسيس مراكز بحثية تعمل على إعداد القادة الإعلاميين وتدريبهم على كيفية مخاطبة الجماهير بطرق نفسية واستراتيجية مدروسة".

وأشار ثروت الخرباوي إلى أن هذه التجارب الإعلامية نجحت إلى حد كبير في التأثير على المشاهدين، حيث أصبحت الرسائل المزيفة تتناقل بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتؤثر في الرأي العام قبل أن يتم كشف زيفها، ما يجعل الجماعة تتحكم في التوجهات الشعبية والسياسية بطريقة دقيقة ومنظمة.

أمثلة على تزييف الأحداث

استعرض ثروت الخرباوي بعض الأمثلة الواقعية التي تثبت هذا التزييف، من بينها أحداث مسجد الفتح، حيث حاول الإعلام التابع للإخوان تصوير استخدام الغاز على المصلين داخل المسجد، بينما كان السبب الحقيقي هو استخدام طفايات حريق من قبل بعض العناصر داخل التجمع لتوليد دخان أبيض، موضحًا: "لقد كان لدي الحظ أن أرى التفاصيل على الهواء مباشرة، وكشفنا الخدعة أمام المشاهدين".

وأضاف ثروت الخرباوي أن مثل هذه الحوادث تظهر مدى التأثير القوي للإعلام المزيف على تشكيل الوعي العام، حيث تظل الصور والأحداث المفبركة مسيطرة على التفكير الجماعي، وتثبت في وجدان الناس على أنها حقيقة، حتى بعد إثبات زيفها.

<strong>الإعلامي ثروت الخرباوي </strong>
الإعلامي ثروت الخرباوي 

مواجهة الأكاذيب ووعي حقيقي

وأختتم ثروت الخرباوي بالتأكيد على أن التحدي الحقيقي يكمن في مواجهة هذه الأكاذيب الإعلامية وتوعية الجمهور، إذ أن هناك قضايا حالية أمام المحاكم تتعلق بمحاولات جماعة الإخوان إنتاج محتوى مزيف لإحداث بلبلة بين المواطنين وتشويه سمعة الدولة، مستطردًا: "يجب أن يكون لدى الجمهور وعي نقدي، وألا يصدق كل ما يتم تداوله على وسائل الإعلام أو مواقع التواصل دون التحقق من مصدره".

وشدد ثروت الخرباوي على أن هذه التجارب تعد درسًا مهمًا في كيفية إدارة الإعلام والتواصل، وأن مواجهة الجماعات التي تستخدم الدين والإعلام لتحقيق أهداف سياسية تتطلب استراتيجيات مدروسة وتعليم الجمهور كيفية التمييز بين الحقيقة والزيف.

تم نسخ الرابط