هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟.. اعرف الحكم الشرعي وحالة واحدة تقبل

هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟، من الأسئلة التي يكثر البحث عن جوابها ونرصده في التقرير التالي، حيث تعد قراءة القرآن من الأمور التي لها من الأجر العظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ».

ما هي الجنابة؟
الجنابة لغة: البُعد؛ ضد القُرب، وجنَّب الشيء، وتَجانبه، واجتنبه أي: بعد عنه، يُقال: أجنب الرجل؛ أي: أصابته الجنابة، وإنما قيل له: جُنُب؛ لأنه نُهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر، فتجنَّبها وأجنَب عنها، أي: تَنحَّى عنها، وشرعًا: أمر معنوي يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة حيث لا مُرَخِّص.
هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟
يقول الدكتور محمود ربيع عضو هيئة التدريس بالأزهر، إنه لا يجوز للجنب قراءة القرآن من المصحف أو غيره ، سواء كان ذلك عند النوم أو غيره، فلا تجوز له قراءته حتى يغتسل. وهذا ما ذهب عامة الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم إلى تحريم قراءة القرآن على الجنب، ولو من غير مسٍّ للمصحف خلافا الظاهرية .
قال الترمذي رحمه الله : " وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالتَّابِعِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِثْلِ : سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ " انتهى من " سنن الترمذي " (1/195) .
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقرئنا القرآن ما لم يكن جنباً. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي الترمذي.
وعن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ، أَوْ يَحْجُبُهُ إِلا الْجَنَابَةُ" [أخرجه أحمد]، ويؤيده ما رواه الدارقطني عن علي موقوفاً: اقرؤا القرآن ما لم تصب أحدكم جنابة، فإن أصابته جنابة، فلا ولا حرفاً واحداً.
وأخرج أبو يعلى عن علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: توضأ ثم قرأ شيئاً من القرآن، ثم قال: هكذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا ولا آية. قال الهيثمي: رجاله موثقون. قال الصنعاني: وهذا يدل على التحريم، لأنه نهي، وأصله ذلك ويعاضد ما سلف.
وقال الكاساني رحمه الله: "وَلَا يُبَاحُ لِلْجُنُبِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَ عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ"، وشدد عضو هيئة التدريس بالأزهر: لا يجوز للجنب قراءة القرآن حتى يغتسل.
فيما أجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى خلال البث المباشر لدار الإفتاء عن السؤال قائلًا: «إن القرآن الكريم لا يقرأ أثناء الجنابة».

حكم قراءة القرآن للجنب
ذهب جمهور الفقهاء خلافًا للظاهرية إلى عدم جواز قراءة القرآن للجنب سواء أكان من المصحف أو من غيره فعن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ، أَوْ يَحْجُبُهُ إِلا الْجَنَابَةُ" [أخرجه أحمد]، أما الحائض والنفساء فالجمهور أيضًا على عدم جواز قراءتهما للقرآن الكريم قياسًا على الجنب، ولما ورد عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].
وذهب المالكية إلى جواز قراءة الحائض للقرآن، كأن تقرأ من حفظها، أو من هاتفها، أو ما شابه؛ لأن الجنب جنابته بيده، وليست الحائض كذلك، بل أجازوا مس المصحف لها في حال التعلُّم والتَّعليم؛ لأنها قد تتضرر من عدم القراءة كأن يفوت عليها حفظ، أو تعلم القرآن الكريم، خاصة أن فترة الحيض تطول، وبالتالي فيجوز للحائض أن تقرأ القرآن وتقلِّد مَن أجاز ذلك، خاصة إن كانت هناك ضرورة من حفظ وتعلم ومدارسة، ويجوز لها مس المصحف على رأي المالكية في حال التعليم والتعلم.
متى يجوز قراءة القرآن للجنب والحائض؟
فيما قال الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، إن الرجل الذى أصابته جنابة والمرأة الحائض أو النفساء لا يمسون المصحف إلا لضرورة كأن يكون لديهم امتحان فى القرآن فى اليوم التالي مثلًا.
وأضاف عاشور، فى رده على سؤال "ما حكم مس المصحف لغير المتوضئ؟ أن مجرد قراءة القرآن فقط دون مس المصحف لغير المتوضئ جائزة وكذلك من خلال الهاتف المحمول، أما الحائض والجنب فلهم أن يجروا القرآن على قلوبهم دون اللسان.