ضياء رشوان: الفصائل وافقت على المقترح المصري وسط استمرار جرائم الاحتلال |فيديو

أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، في تصريحات حصرية لقناة القاهرة الإخبارية، أن الفصائل الفلسطينية أبدت موافقتها الكاملة على المقترح المصري الخاص بوقف إطلاق النار والتسوية، دون أن تبدي أي تحفظات، هذا التطور وصفه مراقبون بأنه خطوة مهمة قد تفتح نافذة للأمل في إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى وأدى إلى دمار واسع في البنية التحتية.
القصف الإسرائيلي يتواصل
رغم هذا الموقف الفلسطيني الإيجابي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مستهدفة الأحياء السكنية بشكل مباشر، وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مجازر دامية بحق المدنيين، كان معظم ضحاياها من النساء والأطفال، في مشهد يفاقم المأساة الإنسانية ويثير إدانات دولية متصاعدة.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الاحتلال نفذ عمليات قصف مكثفة على مناطق التوغل، معتمدًا سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، متجاهلًا الدعوات الدولية لوقف العدوان.
تدمير أحياء كاملة
ضمن هذا العدوان المستمر، دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة في قلب قطاع غزة، وأكد شهود عيان أن العديد من المناطق تحولت إلى أنقاض، بعدما سوّت الغارات عشرات المباني بالأرض. ويأتي ذلك في إطار سياسة التدمير الشامل التي ينتهجها الاحتلال، والتي تستهدف البنية التحتية والمنازل والمستشفيات والمدارس، ما يجعل الحياة شبه مستحيلة في القطاع.
ووفقًا للمصادر الطبية، فإن آلاف الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الركام، ولم يتمكن الدفاع المدني وفرق الإنقاذ من انتشالهم بسبب استمرار القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.
حصار خانق وأزمة إنسانية
يتزامن هذا التصعيد العسكري مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، حيث تمنع سلطات الاحتلال دخول الوقود والإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف بالغة القسوة، حيث انقطعت الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه شرب، فيما تعاني المستشفيات من عجز شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ الأرواح.
وأكدت تقارير المنظمات الإنسانية أن الوضع في القطاع أصبح كارثيًا، إذ تحولت غزة إلى منطقة منكوبة تحتاج إلى تدخل عاجل على كافة المستويات، خاصة مع انتشار الأمراض بسبب نقص المياه الصالحة للشرب وتلوث البيئة نتيجة الدمار الواسع.
الجهود المصرية والدولية
في ظل هذه الأوضاع، تواصل مصر تحركاتها السياسية والدبلوماسية المكثفة من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات حول حل شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. وقد حظي المقترح المصري الأخير بترحيب دولي واسع، بينما اعتبرته الفصائل الفلسطينية خطوة متوازنة تعكس الحرص على إنهاء المأساة.
وتؤكد القاهرة أن نجاح أي تسوية يتطلب التزامًا إسرائيليًا حقيقيًا بوقف العدوان، ورفع الحصار، وضمان تدفق المساعدات دون عوائق، وهو ما تسعى مصر لتثبيته عبر اتصالاتها الإقليمية والدولية.

الحاجة إلى تحرك عاجل
وبينما يستمر نزيف الدم الفلسطيني، يرى محللون أن الوقت يداهم المجتمع الدولي، وأن أي تأخير في وقف العدوان وإدخال المساعدات قد يؤدي إلى انهيار كامل للوضع الإنساني. فالأطفال بلا غذاء، والمرضى بلا دواء، والمشردون بلا مأوى، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين بلا رحمة.
ويطالب الشارع الفلسطيني ومعه الرأي العام العالمي بضرورة فرض ضغط دولي حقيقي على إسرائيل لوقف جرائمها، والتوصل إلى حل جذري ينهي معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود.