العشري: مصر حريصة على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة.. وتسعى لوقف الحرب بغزة

أكد أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن المشهد المشترك الذي جمع الوفد الفلسطيني برئاسة رئيس الوزراء محمد مصطفى، ووزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أمام معبر رفح، كان بمثابة منصة استراتيجية لإرسال رسائل مركبة متعددة الاتجاهات إلى إسرائيل، والولايات المتحدة، والمجتمع الدولي بأسره، بالإضافة إلى الرأي العام العربي.

فضح الرواية الإسرائيلية التي سعت لتشويه صورة الدور المصري

وأوضح العشري في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن المشهد الرمزي والسياسي الذي جرى ترتيبه في مدينة العريش لم يكن عفوياً، بل جاء ليكشف حقيقة الأوضاع على الأرض ويفضح الرواية الإسرائيلية التي سعت لتشويه صورة الدور المصري، مضيفا أن "المعبر مفتوح من الجانب المصري على مدار 24 ساعة"، لافتاً إلى أن كل الاتهامات التي روجت حول إغلاقه تم دحضها بالكامل بالحقائق المصورة.

وأشار إلى أن مشاركة وزير الخارجية المصري ووزيرة التضامن الاجتماعي إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني تعكس مدى عمق التنسيق السياسي والإنساني بين الجانبين، كما نوه إلى أن الظهور المشترك أمام عدسات الإعلام العالمي كشف حجم المساعدات المصرية الموجودة فعلياً على الأرض، بانتظار الدخول إلى غزة، والتي تتجاوز خمسة آلاف شاحنة.

رفض مصر القاطع لأي خطة تهجير أو تصفية سياسية للقضية الفلسطينية

وقال العشري إن الرسالة الأهم التي حرصت القاهرة على توجيهها تتمثل في التأكيد على رفض مصر القاطع لأي خطة تهجير أو تصفية سياسية للقضية الفلسطينية، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية المصري بوضوح، حين شدد على أن "لا حديث عن تهجير، ولا عن مشاريع لتفريغ القطاع من سكانه"، واصفاً الرواية الإسرائيلية بأنها "أكاذيب وأوهام فارغة".

وأكد أن القاهرة تبذل جهوداً متواصلة لعقد اتفاق هدنة شاملة، حيث أشار إلى أن هناك اجتماعات ماراثونية تُعقد حالياً في القاهرة، بمشاركة وفود من الفصائل الفلسطينية، وقطر، وتحت رعاية مصرية فاعلة، من أجل التوصل إلى تهدئة تبدأ بوقف مؤقت لإطلاق النار، يليها مسار لوقف دائم، يشمل الإفراج عن الأسرى، والتخفيف من معاناة المدنيين.

 لحظة حاسمة في فضح إسرائيل وتعريتها أمام العالم

وفي السياق ذاته، نوه العشري إلى أن المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمام معبر رفح بحضور الإعلام الدولي، شكّل لحظة حاسمة في فضح إسرائيل وتعريتها أمام العالم، خاصة بعد أن تم توثيق تمركز الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر، ومنعها دخول المساعدات، في وقت تعمل فيه مصر بلا توقف لتأمين وصول الإغاثة.

وقال إن الجهد المصري يشمل مستوى عالٍ من التنسيق والضغط السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية، من مجلس الأمن إلى الاتصالات المباشرة مع واشنطن والعواصم الأوروبية، مطالباً بفرض عقوبات واضحة على إسرائيل، وتفعيل المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة إذا استمرت في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة.