نصف مليون في شوارع تل أبيب: التفاصيل الكاملة لأضخم مظاهرات تطالب بوقف الحرب

شهدت تل أبيب تجمعاً غير مسبوق من المتظاهرين الذين رفعوا شعارات "أعيدوهم جميعاً إلى بيوتهم… أوقفوا الحرب". وقد أكد منتدى عائلات المفقودين أن عدد المشاركين تجاوز 500 ألف شخص، بينما امتدت احتجاجات مماثلة إلى مدن أخرى مثل القدس وحيفا، في أكبر موجة احتجاجية تشهدها إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.

إضراب وطني 

وتزامن التظاهر الحاشد مع إضراب عام شمل مؤسسات حكومية وأعمالاً خاصة وجامعات، ما أدى إلى إغلاق واسع في أنحاء البلاد. ووفقاً للتقارير، تم اعتقال ما يقارب 40 إلى 38 مشاركاً خلال تفريق المتظاهرين وإزالة العوائق من الطرق.

من جهته، رأى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هذه الاحتجاجات «تشدد موقف حماس وتؤخر الإفراج عن الرهائن»، في موقف دعمه له وزراء اليمين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. بينما رد زعيم المعارضة يائير لابيد قائلاً: «ألا تخجلان؟ لا أحد عزّز قوة حماس أكثر منكما».

وأعرب لابيد، الذي حضر التظاهرة، عن اعتزازه بروح الشعب الذي خرج تضامنًا مع الأسرى.

بدأ الإضراب عند الساعة السادسة والنصف صباحًا بتوقيت تل أبيب، وهو توقيت رمزي يُذكّر بساعة بدء هجمات 7 أكتوبر. ورفعت عائلات الرهائن علماً ضخماً في "ساحة المختطفين"، يحمل صور أبنائهم الخمسين، في مشهد أثار مشاعر الغضب والتعاطف معًا.

مظاهرة مليونية مرتقبة.. وحالة طوارئ "غير تقليدية"

من المتوقع أن تشهد ساعات المساء مظاهرة مليونية بمشاركة العائدين من غزة، وأسر الرهائن الأحياء والأموات، إضافة إلى ذوي قتلى 7 أكتوبر، وعدد من قادة المعارضة. ويُرتقب تنظيم وقفات ضخمة أمام منازل رئيس الحكومة ووزرائه في خطوة تصعيدية غير مسبوقة.

ومن جهتها، فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة طوارئ "غير تقليدية"، وأصدرت تحذيرات من اندلاع حرائق أو حدوث اشتباكات أو خروج المظاهرات عن السيطرة، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات قرب منازل كبار المسؤولين.

صمت حكومي

وقد عبّرت عائلات الرهائن عن سخطها العميق من تجاهل رئيس الحكومة لهم، وغيابه عن ذكر الرهائن القتلى الثلاثين في تصريحاته الأخيرة. وقالت العائلات إنّ هذا الصمت يؤكد "اللامبالاة القاتلة" من قبل القيادة، وأن الإضراب والمظاهرات يهدفان إلى كسر هذا التجاهل.

في سابقة لافتة، أعلنت شركات ومصانع وبلديات السماح لموظفيها بالانضمام للإضراب، رغم عدم مشاركة اتحاد العمال "الهستدروت" رسميًا في الفعاليات، فيما دعت عائلات المختطفين عدداً من كبار رجال الأعمال والشخصيات العامة للحضور إلى الميدان.

"681 يوماً في الجحيم"

وأكدت أسر الرهائن أن أبناءهم قضوا ما يقارب 681 يومًا في "الجحيم"، متوعدة بجعل اليوم صاخبًا في كل الساحات، ومواقع التواصل، والتقاطعات، بشعار موحد يصدح من ملايين الحناجر: "أعيدوهم الآن!"

مقترح جديد ووساطة مصرية قطرية 

في وقت يتصاعد فيه الضغط الداخلي، تُبذل جهود دبلوماسية حثيثة بدعم مصري–قطري لبلورة مقترح هدنة لمدة 60 يوماً تشمل الإفراج عن رهائن، وسط تحذيرات من تصعيد عسكري واسع بعد سقوط حماس من السلطة. من جانبه، أعلن الجيش أنه مستمر في خطته للسيطرة على غزة، بينما تتصاعد المخاوف الأممية من كارثة إنسانية تفاقمية.

منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، تصاعدت الاحتجاجات الإسرائيلية ضد التمديد العسكري دون صفقة. لكن هذه المظاهرات تمثل ذروة الغضب الشعبي، حيث يرى كثيرون أن تكثيف العمليات يُعرّض حياة الرهائن للخطر، ويُضعف فرص التوصل إلى تسوية سلمية.