عاجل

خبير : استثمار أمريكا في "إنتل" يكشف أزمة مكانتها بصناعة الرقائق العالمية

الدكتور عبد الوهاب
الدكتور عبد الوهاب غنيم

أكد الدكتور عبدالوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، أن لجوء الإدارة الأمريكية للاستثمار المباشر في شركة "إنتل" يعكس أزمة عميقة في مكانة الولايات المتحدة في صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، مشدداً على أن التدخل الحكومي المباشر غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل. 

وأوضح عبد الوهاب غنيم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية دينا سالم في برنامج "المراقب" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الخطوة تبرز ضعف واشنطن أمام المنافسة الدولية المتنامية في هذا القطاع الحيوي.

تراجع إنتاج "إنتل"

وأشار عبد الوهاب غنيم إلى أن إنتاج "إنتل" العالمي تراجع إلى نحو 12% فقط مقارنة بشركة "تي إس إم سي" التايوانية التي تسيطر على 54%، و"سامسونج" الكورية بنحو 17%، مضيفاً أن الولايات المتحدة تستورد أكثر من نصف احتياجاتها من الرقائق من تايوان وكوريا الجنوبية، ما جعل قطاع الرقائق قضية "أمن قومي" لا يمكن تجاهلها. 

ولفت عبد الوهاب غنيم إلى أن شركات أمريكية أخرى مثل "إنفيديا" و"إيه إم دي" تحقق نجاحات أكبر بكثير، ما يثير تساؤلات حول سبب تركيز الحكومة على إنقاذ شركة متعثرة بدل دعم الشركات الناشئة والواعدة.

تشجيع الاستثمارات الأجنبية 

وحذر عبد الوهاب غنيم من أن الحلول قصيرة المدى مثل شراء أسهم "إنتل" أو تمويل مصنع متعثر في أوهايو لا تكفي لمواجهة التحدي العالمي، مؤكدًا أن الصين وكوريا الجنوبية واليابان سبقت الولايات المتحدة بخطوات واسعة في تطوير الشرائح المتقدمة مثل شريحة 2 نانومتر، مشيراً إلى أن السبيل الأمثل هو اعتماد خطة استراتيجية طويلة الأجل بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأشار عبد الوهاب غنيم إلى أهمية تشجيع الشركات العالمية الكبرى مثل "سامسونج" و"تي إس إم سي" على الاستثمار داخل الأراضي الأمريكية عبر حوافز وضمانات، بدلاً من الاعتماد على قرارات سياسية وصفها بأنها "قصيرة النظر"، موضحًا أن هذه الاستراتيجية ستعزز القدرات الإنتاجية الأمريكية وتعيد جزءاً من السيطرة على سوق الرقائق، الذي أصبح مركز تنافس عالمي شديد الحساسية.

بديل عن القرارات السياسية

ورأى عبد الوهاب غنيم أن مستقبل "إنتل" قد يكون مشابهًا لشركات مثل "نوكيا" و"كوداك" التي فقدت مكانتها نتيجة فشلها في مواكبة الابتكارات العالمية، مؤكداً أن السوق العالمي لا يرحم الشركات التي تتوقف عن تطوير منتجاتها.

وأشار عبد الوهاب غنيم إلى أن الاعتماد على تدخل الحكومة فقط دون استراتيجيات طويلة الأجل يعرض الصناعة الأمريكية لخطر فقدان مزيد من الأرض أمام المنافسين الآسيويين.

<strong>الدكتور عبد الوهاب غنيم </strong>
الدكتور عبد الوهاب غنيم 

"إنتل" بين الابتكار والتراجع

واختتم عبد الوهاب غنيم حديثه بالتأكيد على أن تدخل السياسة في الاقتصاد غالباً "يُربك السوق أكثر مما ينقذه"، وأن الولايات المتحدة تأخرت كثيراً في مواجهة صعود شرق آسيا، ما جعل صناعة الرقائق "تخرج من يدها" وتتحول إلى نقطة ضعف استراتيجية تهدد الأمن الاقتصادي والتكنولوجي للبلاد. 

وشدد عبد الوهاب غنيم على أن الحل الحقيقي يكمن في الابتكار، ودعم الشركات الناشئة، وتبني رؤية شاملة طويلة الأجل لضمان استمرار التفوق الأمريكي في هذا القطاع الحيوي.

تم نسخ الرابط