خلاف على البنزين يتحول إلى مأساة دامية داخل محطة وقود بالهرم

لم يكن يتوقع شابان يعملان في توصيل الطلبات "دليفري" أن رحلتهما المعتادة لتعبئة البنزين ستتحول إلى كابوس دموي يضع حياتهما على المحك، الواقعة التي شهدتها منطقة الهرم كشفت كيف يمكن لخلاف بسيط داخل محطة وقود أن يتطور في لحظات إلى جريمة طعن مروعة كادت أن تنهي حياة شابين في مقتبل العمر.
خلاف على البنزين يتحول إلى مأساة دامية داخل محطة وقود بالهرم
البداية كانت مع إخطار عاجل تلقاه الرائد مصطفى الدكر، رئيس مباحث الهرم، من أحد المستشفيات يفيد بوصول شابين مصابين بطعنات نافذة في الصدر وحالتهما خطيرة، وفور تلقي البلاغ، أمر اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتوجيه قوة أمنية إلى مكان الواقعة لكشف ملابسات الحادث. وبالفحص المبدئي، تبين أن الشابين يعملان في توصيل الطلبات، وكانا قد دخلا إلى محطة وقود لتعبئة البنزين استعدادًا لمواصلة عملهما، لكن خلافًا عابرًا على أولوية التعبئة مع سائقين آخرين قلب الموقف رأسًا على عقب.
ووفقًا للتحريات التي أشرف عليها العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الغرب، فقد تطور الخلاف سريعًا إلى مشاجرة حادة، استل خلالها السائقان أسلحة بيضاء كانا بحوزتهما، وانهالا على الشابين طعنًا دون أي رحمة، تاركين إياهما غارقين في دمائهما، صرخات الضحايا دفعت رواد المحطة للاتصال بالنجدة ونقل المصابين إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياتهما.
لم يستغرق رجال الأمن وقتًا طويلًا في تتبع المتهمين، حيث تمكن العقيد محمد الجوهري، مفتش مباحث الهرم، من ضبطهما في وقت قياسي، والعثور بحوزتهما على الأسلحة المستخدمة في الجريمة.
وبمواجهتهما، لم يجدا مفرًا من الاعتراف بارتكاب الواقعة، مبررين فعلتهما بأنها لحظة غضب ناجمة عن خلاف بسيط داخل المحطة.
المشهد الذي أصاب الأهالي بالذهول أعاد للأذهان تساؤلات كثيرة حول كيف يمكن لانفعال لحظي أن يتحول إلى مأساة تهدد أرواح الأبرياء.
فما ارتكبه المتهمان لم يكن مجرد مشاجرة عابرة، بل جريمة مكتملة الأركان خلفت ضحايا يقاتلون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقد تم تحرير محضر بالواقعة وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق، وسط مطالبات شعبية بضرورة تشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم، التي تفضح حجم الغضب المجتمعي الكامن وتحوله في لحظات إلى اعتداء دموي.