مصر ترفض التهجير وتكشف الألاعيب الدولية لتصفية القضية الفلسطينية

أكّد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية اليوم يحمل دلالات قوية ورسائل واضحة، أبرزها الرفض القاطع لأي حلول تلتف على حقوق الشعب الفلسطيني، أو تهدف إلى تصفية قضيته العادلة ، وأوضح أن مصر تُعلن بوضوح رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين سواء إلى أراضيها أو إلى أي دولة أخرى، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ليست محل نقاش أو مساومة.
تقارير تكشف سيناريو خطير للتهجير عبر جنوب السودان
وتحدّث الدكتور عاشور، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الساعة 6" على قناة "الحياة"، عن تقارير شبه مؤكدة تشير إلى وجود مشاورات غير معلنة بين إسرائيل ودولة جنوب السودان بشأن نقل الفلسطينيين قسرًا إلى هناك ، وأشار إلى أن تلك الأنباء تأتي بعد زيارة قام بها وزير خارجية جنوب السودان إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية منذ أيام قليلة، في تحرك يثير علامات استفهام كبرى حول النوايا الحقيقية وراء هذه الزيارة.
رسالة حاسمة من مصر للمجتمع الدولي
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن بيان وزارة الخارجية المصرية يحمل رسالتين واضحتين: الأولى هي الرفض المطلق لتهجير الفلسطينيين، والثانية أن أي محاولة لفرض هذا التهجير تتعارض صراحةً مع القوانين الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي لحقوق الإنسان ، وأضاف أن البيان بمثابة صفعة على وجه المجتمع الدولي، وتنبيه صريح بأن السكوت عن هذه التحركات يعد تواطؤًا صريحًا في تصفية القضية الفلسطينية.
علاقات إسرائيل بجنوب السودان: خلفيات مريبة
وفي سياق متصل، لفت الدكتور عاشور إلى أن العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان ليست جديدة، بل تعود إلى ما قبل إعلان استقلال جنوب السودان، حيث تلقّت المجموعات الانفصالية هناك دعمًا وتدريبات من جهاز الموساد الإسرائيلي، حتى أن الحرس الشخصي للرئيس سلفاكير نفسه يتكوّن من عناصر إسرائيلية، وهو ما يكشف حجم النفوذ الإسرائيلي في الدولة الوليدة، ويفسر سهولة التفاهم بين الطرفين في ملفات شديدة الحساسية مثل هذا الملف.
وفي نفس السياق ،أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وأحلام قادة حكومة الاحتلال، لا يمكن اعتبارها مجرد تكتيكات تفاوضية أو شعارات للاستهلاك المحلي، بل تمثل ولأول مرة انعكاسًا صريحًا لصدق نوايا اليمين الإسرائيلي المتطرف لإنهاء القضية الفلسطينية بصورة نهائية.