بمرور عام 2030 البنات ستختار "الكارير يكسب قدام الجواز" | دراسة

تشير دراسة حديثة إلى أن العالم مقبل على تحول اجتماعي واقتصادي كبير، يتمثل في إعادة تعريف أولويات المرأة بين الزواج والإنجاب والعمل ،وبحسب النتائج فمن المتوقع أنه بحلول عام 2030 ستختار قرابة 50% من النساء بين 25–44 عاما التركيز على الاستقلالية المهنية والنمو الشخصي بدل من الالتزام بالأدوار التقليدية المرتبطة بالأسرة والزواج .
استقلالية مهنية بدل الزواج والإنجاب
ولطالما ارتبطت مكانة المرأة في المجتمعات بالزواج والإنجاب لكن الواقع الجديد يعكس طموح متزايد نحو بناء مسيرة مهنية قوية وتحقيق الذات.
وتشير الدراسة إلى أن دوافع هذا التحول متعددة، أبرزهارغبة النساء في الاستقلال المالي والتركيز على التعليم العالي وتطوير المهارات والبحث عن التوازن النفسي بعيد عن الضغوط الاجتماعية.
تأثير مباشر على شكل المجتمعات
هذا التحول لا يعتبر مجرد خيار فردي بل هو اتجاه عالمي سيترك انعكاسات واضحة على البنى الاجتماعية فإذا فضل نصف النساء عدم الزواج أو تأجيل الإنجاب، فمن المتوقع أن نشهد تراجع في معدلات الزواج التقليدي وانخفاض في معدلات المواليد خاصة في الدول الصناعية وزيادة في نسبة الأسر المكونة من أفراد مستقلين.
ويرى خبراء الاجتماع أن هذا الواقع قد يؤدي إلى إعادة تعريف مفهوم الأسرة، حيث تصبح العلاقات الإنسانية أكثر تنوع وأقل تقيد بالقوالب التقليدية.
آثار اقتصادية عالمية
تغيير أولويات النساء لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فحسب بل يمتد ليشكل محرك اقتصادي مؤثر وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل وتوسع قاعدة النساء في المناصب القيادية وريادة الأعمال وزيادة الطلب على خدمات مهنية مثل التعليم المتخصص والصحة النفسية وتطوير المهارات وفي المقابل قد تواجه بعض الاقتصادات تحديات مثل تراجع القوى العاملة الشابة نتيجة انخفاض معدلات المواليد.
اختلاف بين الدول والثقافات
رغم أن هذا التحول يظهر بشكل أوضح في المجتمعات الغربية والآسيوية المتقدمة، إلا أن التوجه نفسه بدأ يظهر تدريجي في المجتمعات العربية ومع ذلك يظل تأثير الثقافة والدين والتقاليد حاضر في تشكيل اختيارات النساء مما يعني أن نسب التحول ستختلف من مجتمع لآخر.
ويؤكد الباحثون أن هذا التغير لا يعني اختفاء الزواج أو الأمومة، بل إعادة ترتيب الأولويات فالكثير من النساء سيواصلن اختيار تكوين أسر لكن وفق ظروف أكثر مرونة، بعد أن يحققن طموحاتهن التعليمية والمهنية.
وبحلول عام 2030 ستقف المرأة أمام خيارات أكثر حرية من أي وقت مضى ومع تزايد توجه نصف النساء نحو الاستقلالية المهنية والنمو الذاتي، فإن المجتمعات والاقتصادات ستشهد إعادة تشكيل جذرية هذه ليست مجرد قرارات فردية بل ثورة صامتة قد تغيّر ملامح العالم في السنوات المقبلة.