خالد الجندي: الإسلام منهج شامل ينظم تفاصيل الحياة ويدعو للالتزام بالقوانين

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الدين الإسلامي جاء بمنهج متكامل يضبط حياة الإنسان بكل تفاصيلها، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتناولها بالبيان والتوضيح، مستشهدًا بقوله تعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، مشددًا على أن القرآن الكريم تناول أدق تفاصيل الحياة اليومية، من طريقة المشي إلى نبرة الصوت والكلمات الصادرة من الإنسان.
وأضاف خالد الجندي، خلال حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على شاشة dmc، أن الإسلام جعل من الدنيا مطية للآخرة، عبر تنظيم شؤون الحياة وإرساء قيم الحضارة والنظام، حتى يعيش الإنسان حياة منضبطة تسودها القيم والالتزام.
القرآن منهج حياة
أوضح خالد الجندي أن النصوص القرآنية لم تقتصر على القضايا الكبرى، بل شملت أيضًا تفاصيل السلوك البشري اليومي، مستدًلا بقوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، مؤكدًا أن هذا النص دليل على أن الدين يهتم بالكلمة والنظرة والحركة، ليكون المسلم ملتزمًا في كل شأن من شؤون حياته.
وأشار خالد الجندي إلى أن هذه المنهجية تؤكد أن الإسلام ليس دين طقوس فقط، بل هو نظام شامل للحياة، يربط السلوك الفردي بالقيم المجتمعية، ويجعل من الالتزام بالأخلاق جزءًا من العبادة.
الدين ينظم كل التفاصيل
وتابع خالد الجندي قائلاً: "لو جاء جاهل وسأل: ما دخل الدين بهذه المسألة؟ نقول له إن الدين جاء لينظم حياتنا كلها، من تفاصيل السلوك إلى القيم الكبرى". ولفت إلى أن الدين الإسلامي يحمل رسالة واضحة وهي أن الحياة الدنيا مجال للاختبار والعمل، وليست منفصلة عن الجانب الروحي، بل هي مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا.
وأكد خالد الجندي أن الالتزام بالنظام في الحياة اليومية ليس مسألة شكلية، بل يعكس الانضباط الديني والأخلاقي، وهو ما يجب أن يدركه كل فرد في المجتمع.
انتقاد الفوضى المرورية
وفي سياق متصل، وجه خالد الجندي انتقادًا شديدًا لحالة الفوضى المرورية التي يمارسها بعض غير الملتزمين بقواعد السير، مؤكدًا أنه لا يعمم الحكم على الجميع، لكن هناك فئة تتسبب بتصرفاتها في أزمات وخسائر متكررة على الطرق.
وتساءل خالد الجندي مستنكرًا: "إلى متى سنظل نزيف الأسفلت بسبب هذه المخالفات؟"، في إشارة إلى الحوادث المتكررة الناتجة عن الاستهتار وعدم الالتزام بالقوانين.
دعوة لاحترام القوانين والقيم
ودعا خالد الجندي جميع المواطنين إلى الالتزام بقيم النظام واحترام القوانين، باعتبارها امتدادًا للقيم الدينية التي تدعو إلى حفظ النفس والمال والمجتمع. وأكد أن الدين الإسلامي يحث على النظام باعتباره من مقومات الحضارة والتقدم، مشيرًا إلى أن الفوضى لا تتماشى مع رسالة الإسلام السامية.
كما شدد خالد الجندي على أن احترام القوانين المرورية والانضباط في الشارع يعد من مظاهر التدين الحقيقي، لأن الدين لا ينفصل عن السلوك اليومي، بل يتجلى في احترام الحقوق العامة ومراعاة مصالح الناس.

الإسلام ونشر ثقافة الالتزام
واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الإسلام يحمل رسالة إصلاحية شاملة تبدأ بالفرد وتمتد إلى المجتمع كله، داعيًا إلى نشر ثقافة الالتزام والانضباط باعتبارها جزءًا من التدين الصحيح، مشددًا أن المجتمع المتحضر هو الذي يوازن بين الدين والنظام، ويجعل من القيم الأخلاقية أساسًا للحياة اليومية، بما يحافظ على الوطن ويصون أفراده من المخاطر.