حريق هائل يلتهم مئات الأفدنة من محصول الكتان بقرية شبرا ملس بالغربية
شهدت محافظة الغربية، وتحديدًا قرية شبرا ملس التابعة لمركز زفتى، حادثًا مروعًا عقب اندلاع حريق هائل التهم مساحات واسعة من محصول الكتان، تُقدر بحوالي 200 فدان، ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي وتوقف حركة العمل بالحقول الزراعية المحيطة.
وتلقى اللواء أسامة الهواري، مدير أمن الغربية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة زفتى، بورود بلاغ من الأهالي يفيد بنشوب حريق ضخم في مساحات من محصول الكتان داخل نطاق قرية شبرا ملس. وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث مدعومة بـ10 سيارات إطفاء، في محاولة للسيطرة على ألسنة النيران قبل امتدادها إلى باقي الأراضي الزراعية والمنازل القريبة.
حريق هائل في شبرا ملس بالغربية
كما دفعت هيئة الإسعاف بـ12 سيارة إلى محيط الواقعة تحسبًا لوقوع إصابات أو حالات اختناق نتيجة تصاعد الأدخنة الكثيفة، بينما تم الدفع بـ6 سيارات فنطوس محملة بالمياه لتعزيز جهود الإطفاء المستمرة منذ الساعات الأولى من اندلاع الحريق.
وأكدت المصادر الأمنية أن الحريق اندلع بشكل مفاجئ في إحدى المساحات المزروعة بالكتان، وانتقل بسرعة هائلة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح، الأمر الذي ساهم في زيادة صعوبة عملية السيطرة. وأضافت المصادر أن رجال الحماية المدنية يبذلون جهودًا مضاعفة لمحاصرة النيران، التي امتدت لمساحات شاسعة، وسط حالة استنفار كامل داخل القرية.
من جانبهم، هرع المئات من أهالي القرية إلى موقع الحريق في محاولة لتقديم المساعدة للقوات، مستخدمين وسائل بدائية لنقل المياه وإخماد النيران. كما فرضت الأجهزة الأمنية كردونًا أمنيًا حول محيط الأراضي المشتعلة لمنع اقتراب المواطنين حفاظًا على سلامتهم، وتسهيل حركة سيارات الإطفاء والإسعاف.
في الوقت ذاته، أكد شهود عيان أن النيران التهمت كميات كبيرة من محصول الكتان الذي يعد مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر في القرية، وهو ما يثير مخاوف من تكبد خسائر اقتصادية كبيرة خلال الموسم الحالي. وأوضحوا أن سحب الدخان الكثيف غطت سماء المنطقة، ما دفع الكثير من الأهالي إلى مغادرة منازلهم القريبة خشية امتداد الحريق.
وتواصل قوات الحماية المدنية جهودها المكثفة للسيطرة على الحريق ومنع تجدد الاشتعال، فيما بدأت الأجهزة الأمنية في تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كما تم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وبيان أسباب اندلاع الحريق، وما إذا كان ناتجًا عن ماس كهربائي أو عمل متعمد أو عوامل طبيعية.
ويأتي هذا الحادث ليلقي الضوء على حجم المخاطر التي تهدد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في القرى الريفية، ويضع الجهات المعنية أمام تحديات جديدة تتعلق بتعزيز خطط مواجهة حرائق المحاصيل خلال موسم الحصاد.
