دار الإفتاء: الزكاة لها مصارف ثمانية محددة لا يجوز صرفها إلا فيها

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الزكاة لها مصارف محددة بيَّنها الله تعالى في كتابه الكريم، حيث جاء في قوله عز وجل: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [التوبة: 60]. 

مصارف الزكاة الثمانية

وأضاف محمود شلبي، خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن الزكاة يجب أن تصرف فقط في هذه المصارف الشرعية الثمانية، مشددًا على ضرورة الالتزام بهذه التوجيهات الربانية لضمان صحة الزكاة واستيفائها لمقصدها الشرعي.

وأوضح محمود شلبي أن الإنفاق على بناء المساجد لا يدخل ضمن مصارف الزكاة الثمانية، وبالتالي لا يجوز توجيه الزكاة المالية المفروضة لبناء المساجد، موؤكدًا أن بناء المساجد يتم من خلال الصدقات التطوعية أو أموال الأوقاف أو الصدقات الجارية، مضيفًا أن من يخصص زكاته لبناء مسجد، فإن ذلك لا يُجزئه عن أداء زكاته الواجبة وفق الشرع.

الفرق بين الزكاة والصدقات 

وأشار محمود شلبي إلى أن الزكاة فريضة محددة، بينما الصدقات الجارية باب واسع للأجر المستمر، فهي تشمل الإنفاق على المساجد والمدارس والمستشفيات والمشروعات الخيرية، والتي تعود بالنفع على المجتمع بشكل دائم. 

وبيّن محمود شلبي أن الصدقات الجارية تمنح صاحبها أجرًا مستمرًا، بينما الزكاة فريضة مالية محددة تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، لا يمكن استبدالها بأعمال خيرية أخرى إلا إذا كانت ضمن المصارف الشرعية المحددة.

مصارف الزكاة الشرعية

أكد محمود شلبي أن الالتزام بمصارف الزكاة الشرعية يحقق العدالة الاجتماعية ويكفل وصول المساعدة إلى مستحقيها، من الفقراء والمساكين والغارمين والمحتاجين، كما يساهم في سد احتياجات المجتمع الأساسية.

 وأضاف محمود شلبي أن مخالفة هذه المصارف قد تؤدي إلى بطلان الزكاة أو نقصان أجرها، مشددًا على أهمية التمييز بين الزكاة والصدقات التطوعية لضمان استيفاء كل منهما لغاياته الشرعية.

دعوة لتوجيه النوايا 

وختم محمود شلبي حديثه بالتأكيد على أن المساجد والمشروعات الخيرية يجب أن تُبنى من أموال الصدقات الجارية والتبرعات الطوعية، وليس من الزكاة الواجبة.

 وشدد محمود شلبي على ضرورة وعي المسلمين بالفارق بين الزكاة والصدقات الجارية، لضمان توجيه أموالهم في الطريق الصحيح، وتحقيق الأجر المستمر لهم في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أن الزكاة فريضة محددة، والصدقات الجارية وسيلة لتعظيم الأثر الخيري والأجر المستمر.