«الخطر المستمر» .. عبد الجليل الشرنوبي يكشف أدوات الأخوان لتجنيد الشباب| فيديو

أكد عبد الجليل الشرنوبي، خبير شؤون الجماعات المتطرفة، أن جماعة الإخوان الإرهابية تمثل نبتة ضل تحترق إذا خرجت للنور، مشيرًا إلى أن التعامل معها يتطلب فهم أدواتها الحقيقية وتحديد تهديداتها بدقة.
نبتة تحترق إذا خرجت للنور
وأضاف عبد الجليل الشرنوبي، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن هذه الجماعة ليست مجرد تنظيم عادي، بل هي كيان وظيفي متكامل يعمل منذ نشأته تحت أنظار النظام العالمي والقوى الاستعمارية، ما جعلها قادرة على بناء علاقات واسعة داخل وخارج مصر.
وأوضح عبد الجليل الشرنوبي أن البعض يقلل من خطورة الإخوان بالقول إنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء، بينما الواقع يشير إلى أن الجماعة تقوم بأنشطة مكثفة تشمل التجنيد، وجمع المعلومات، ونشر أفكارها داخل المجتمع، ما يجعل متابعة كل تحركاتها ضرورة حتمية لضمان الأمن الوطني.
مواجهة الجماعات المتطرفة
وأشار عبد الجليل الشرنوبي إلى أن المعركة الحقيقية ضد الإخوان تبدأ من توعية المجتمع والشارع المصري بخطورة هذا التنظيم وأدواته، مؤكدًا أن صمود الدولة يعتمد على وعي أبسط المواطنين، مضيفًا أن الجماعة تستغل كل فترات الانفلات السياسي للتوغل في المجتمع، كما حدث خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث حاولت الاستفادة من حالة الفوضى لتوسيع نفوذها بين الشباب والمواطنين.
ولفت عبد الجليل الشرنوبي إلى أن الإخوان يعملون على مدار الساعة من خلال هيكل تنظيمي متكامل، يشمل جمع المعلومات وتجنيد عناصر جديدة، وتصدير تقارير دقيقة عن تحركات الشارع والهيئات الحكومية، مما يجعل مواجهة هذا التنظيم تتطلب خططًا استراتيجية بعيدة المدى وليس مجرد جهود موسمية.
الإخوان عبر العقود
أكد عبد الجليل الشرنوبي أن الإخوان ليسوا تنظيمًا عابرًا يمكن التعامل معه بشكل مؤقت، بل هم كيان تجاوز عمره القرن، ونجح خلال هذه السنوات في التغلغل داخل المجتمعات العربية وتأسيس روابط قوية مع أجهزة عالمية متعددة، مبينًا أن الخطأ الكبير هو التعامل مع الجماعة كما لو كانت تنظيمًا عاديًا يمكن السيطرة عليه باستخدام الأساليب التقليدية فقط، مشيرًا إلى أن الأمن وحده لا يكفي لمواجهة التطرف.
وأشار عبد الجليل الشرنوبي إلى أن تجنيد الشباب كان أحد أدوات الجماعة الأكثر فعالية، حيث بدأوا باستقطاب فئات صغيرة في سن 15 عامًا خلال أحداث 2011، والآن أصبح هؤلاء الشباب في سن الثلاثين، وما زالوا يمثلون خطرًا مستمرًا على المجتمع إذا لم يتم توجيههم وتوعيتهم بشكل مناسب.
تحديث أدوات المواجهة
أكد عبد الجليل الشرنوبي أن مواجهة الإخوان تتطلب مراجعة الأدوات التقليدية التي استخدمها رؤساء مصر السابقون، مثل الزراعة الأمنية التي اعتمد عليها جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، مشيرًا إلى أن هذه الأساليب وحدها لم تعد كافية في ظل تطور التنظيم وقدرته على الاستفادة من التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة للتجنيد والتأثير.
وأشار عبد الجليل الشرنوبي إلى أهمية صياغة رسائل واضحة لتحديد طبيعة الخطر وتحذير المواطنين بشكل مستمر، مؤكدًا أن مواجهة الفكر الإرهابي لا تحتاج إلى موسم محدد، بل هي معركة دائمة يجب أن تتواكب مع نمو وتطور التنظيم.

التحدي الأكبر: مواجهة الإخوان
ختم عبد الجليل الشرنوبي حديثه بالتأكيد على أن الإخوان الإرهابية تستمر في زرع بذور التطرف داخل المجتمع، وأن أي تقاعس في مواجهتها سيؤدي إلى نمو هذه البذور واستمرار خطرها على مصر.
وذكر عبد الجليل الشرنوبي أن نجاح مواجهة الجماعة يعتمد على التوازن بين جهود الأمن الوطني والتوعية المجتمعية، مع التركيز على كشف أهداف الجماعة الحقيقية وإدراك المواطن المصري لطبيعة هذا التهديد.