كيف نوازن بين الإبداع وحقوق الملكية الفكرية بعصر «AI»؟.. حسام لطفي يوضح

أثار الفيديو الترويجي غير الرسمي للمتحف المصري الكبير، والذي أعده الشاب عبد الرحمن خالد باستخدام الذكاء الاصطناعي “AI” وصور ومقاطع لنجوم كرة القدم العالميين مثل محمد صلاح وليونيل ميسي، حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
القضية لا تتعلق بالإبداع فقط
من جانبه، أكد الدكتور حسام لطفي، أستاذ الملكية الفكرية، أن القضية لا تتعلق بالإبداع فقط، بل تتجاوز ذلك إلى احترام القوانين، والضوابط المنظمة لاستخدام المواد المحمية بحقوق الملكية الفكرية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ الملكية الفكرية، أن الأزمة تعكس مفهوماً مغلوطاً متجذراً منذ سنوات لدى بعض مستخدمي الإنترنت، وهو "استباحة ملك الغير"، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تمتد من استخدام صور ومقاطع الفيديو الخاصة، إلى المصنفات الأدبية والفنية، بل وحتى الكتب والوثائق الرسمية.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
وقال لطفي، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إن عددًا من المواقع الإلكترونية تقوم بإتاحة محتوى غير مرخص مجانًا، لكنها تحقق أرباحًا طائلة من خلال الإعلانات، وهو ما يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون.
وأشار أستاذ الملكية الفكرية إلى أن المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي يضعون صورهم وبياناتهم الشخصية دون وعي كافٍ، مما يسهل على البعض استغلال هذه الصور واستخدامها في سياقات غير قانونية أو مضللة، كأن يتم وضع صورة أحد الأشخاص بجانب خبر غير صحيح يخصه، أو إعادة نشرها دون إذنه.
الذكاء الاصطناعي أضاف طبقة جديدة من التعقيد القانوني
ونوه إلى أن الإشكالية الكبرى تكمن في أن المستخدم عندما يضع صورًا أو محتوى على تطبيقات مثل "فيسبوك"، فإنه فعليًا يمنح المنصة حقًا جزئيًا في استخدام هذا المحتوى، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أضاف طبقة جديدة من التعقيد القانوني بسبب قدرته على إنشاء صور ومقاطع مزيفة يصعب التحقق من مصدرها.
وحول تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، قال لطفي إن "العالم يتجه حاليًا نحو وضع تشريعات حديثة تحكم استخدام هذه التقنيات، وتحافظ على التوازن بين الإبداع من جهة، والحقوق القانونية من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب قوانين مرنة، لكنها واضحة، لحماية الملكية الفكرية دون تقييد حرية الابتكار.
كما أشار إلى غياب منصات رقمية وطنية في مصر والعالم العربي على غرار ما فعلته الصين بتأسيسها منصات مثل "دوين" و"تيك توك"، موضحًا أن هذا الغياب يفتح المجال أمام سيطرة الشركات الأجنبية، ويضعف القدرة على حماية المحتوى الوطني ومراقبة ما يُنشر.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة التوعية، قائلاً: "لا بد من تثقيف المستخدم العادي حول أخطار استباحة المحتوى الرقمي، وضرورة احترام حقوق الغير، لأن كثيرين يقعون في المخالفات بحسن نية ودون إدراك لتبعاتها القانونية".