عاجل

العشاء من مطروح.. المفروكة طبق بدوي أصيل من قلب الصحراء الغربية

المفروكة
المفروكة

تشتهر محافظة مطروح بتراثها الغني وتقاليدها الأصيلة التي انعكست أيضا في مطبخها المحلي ومن بين أشهر الأكلات التي تميز المائدة البدوية المفروكة كأحد الأطباق الشعبية الأكثر ارتباطًا بالهوية والتراث. فهي ليست مجرد وجبة غذائية، بل جزء من العادات والطقوس الاجتماعية التي يحرص أهل مطروح على تناقلها عبر الأجيال.

مكونات المفروكة البسيطة والغنية

تعتمد المفروكة على مكونات طبيعية وبسيطة، لكنها في الوقت نفسه مشبعة وغنية بالطاقة، وهو ما يجعلها مناسبة لحياة البدو في الصحراء. وتتكون الوصفة التقليدية من:
• الخبز البلدي: أساس المفروكة، حيث يفضل أن يكون طازجًا من الفرن البلدي ليحافظ على طراوته.
• التمر: يستخدم التمر المقشر والمنزوع النوى، لما يحتويه من قيمة غذائية عالية وسهولة في المزج.
• السمن البلدي: غالبا ما يستخرج من حليب الأغنام، ويسخن قبل إضافته ليساعد على عملية الفرك.
• اللبن الرائب أو الحليب: يقدم مع الطبق ليكمل النكهة ويمنح وجبة متكاملة العناصر.

طريقة إعداد المفروكة

تعد عملية تحضير المفروكة جزء من متعتها، حيث تفرك المكونات يدويا حتى تمتزج تماما. يوضع الخبز البلدي المقطع في وعاء كبير، ثم يضاف إليه التمر والسمن الساخن. بعد ذلك، يبدأ الفرك باليد حتى تتجانس المكونات وتتحول إلى مزيج متماسك ولذيذ. وأخير، تقدم في طبق كبير مع اللبن أو الحليب، لتصبح وجبة متكاملة تحمل عبق التراث.

المفروكة بين التراث والضيافة

تعتبر المفروكة من الأكلات التراثية التي تعكس ثقافة بدو مطروح، حيث ارتبطت بالعادات اليومية والاحتفالات. فهي وجبة محببة في البيوت، وتقدم عادة للضيوف كرمز للضيافة والكرم البدوي. كما أنها طبق يتم تبادله بين الجيران والأقارب، ما يعزز قيم التكافل الاجتماعي.

القيمة الغذائية للمفروكة

تمزج المفروكة بين عناصر غذائية أساسية تمنح الجسم الطاقة والدفء، خصوصا في أجواء الصحراء. فالتمر غني بالسكريات الطبيعية والمعادن، بينما يوفر الخبز البلدي الألياف والكربوهيدرات. أما السمن البلدي فيعطيها طاقة عالية، ويأتي اللبن أو الحليب ليكمل الفوائد الغذائية بفضل احتوائه على البروتينات والكالسيوم.

المفروكة كرمز للهوية البدوية

لا تقتصر أهمية المفروكة على قيمتها الغذائية فقط، بل تمثل أيضا هوية ثقافية راسخة. فهي تعكس البساطة التي تميز حياة البدو، وتعبر عن قدرة الإنسان على ابتكار وجبات مشبعة ومغذية من مكونات متاحة في البيئة الصحراوية. لذلك، ينظر إليها الأهالي كجزء من تراثهم الذي يجب الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة.

حضور المفروكة في المناسبات

تظهر المفروكة بشكل خاص في المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد والتجمعات القبلية، حيث تُقدم في أطباق كبيرة تكفي العائلة أو الضيوف. كما يحرص على إعدادها في الرحلات الصحراوية نظرا لسهولة تحضيرها ومكوناتها المتوفرة دائما.تمثل المفروكة أكثر من مجرد طبق تقليدي في مطروح، فهي مرآة لثقافة الصحراء وكرم أهلها. وبفضل مكوناتها البسيطة ونكهتها الغنية، لا تزال المفروكة حاضرة في البيوت البدوية حتى اليوم، شاهدة على ارتباط أهل مطروح بجذورهم وتقاليدهم. إنها وجبة تحمل في طياتها قصة تراث وذاكرة مجتمع بأكمله.

تم نسخ الرابط