سهيل دياب يكشف تفاصيل المقترح المصري «المعدل» لوقف حرب غزة |فيديو

قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون الإسرائيلية، إن المقترح المصري المعدل نجح في معالجة النقاط الخلافية التي رفضتها حركة حماس سابقًا، موضحًا أن الهدف من هذا المقترح هو فتح طريق نحو تسوية جزئية قد تتطور لاحقًا إلى اتفاق شامل، بما يحقق التوازن بين مطالب الفلسطينيين ومحددات الجانب الإسرائيلي.
وقف إطلاق النار شرط أساسي
وأشار سهيل دياب ، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن النقطة الأولى تتعلق بـ دمج المراحل في الاتفاق، بحيث يبدأ كاتفاق جزئي مع إمكانية التوسع تدريجيًا إلى اتفاق شامل لاحقًا.
وأوضح سهيل دياب أن هذه الخطوة تهدف إلى إزالة العوائق التي تضعها إسرائيل، خاصة إذا أرادت فرض شروط تعجيزية في أي صفقة شاملة مستقبلية، كما أنها تلبي الاحتياجات الملحة للفلسطينيين، بما في ذلك وقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية.
المناورات الإسرائيلية مستمرة
أوضح سهيل دياب أن النقطة الثانية في المقترح المصري ترتبط بـ مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تحاول في السابق الجمع بين أهداف متعددة لتحقيق مصالحها في الوقت نفسه.
وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة الحرب بدعوى الرغبة في عقد صفقة شاملة، لكنه في الواقع يريد فرض شروط تعجيزية تمنع إنهاء الصراع، بما يضمن استمرار حالة الحرب حتى موعد الانتخابات القادمة في إسرائيل.
الدور المصري في الوساطة
وأكد سهيل دياب أن المقترح المصري يعكس حكمة دبلوماسية واضحة، حيث يوفر حلولا وسطى للفلسطينيين دون المساس بمصالحهم الأساسية، وفي الوقت ذاته يقلل من فرص الانزلاق إلى تصعيد عسكري طويل، مما يفتح المجال أمام مفاوضات أكثر واقعية ومرونة بين الطرفين.
وأشار سهيل دياب إلى أن المقترح المصري يأتي ضمن سلسلة الجهود الدبلوماسية الإقليمية التي تقوم بها القاهرة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفًا أن مصر أثبتت مرارًا قدرتها على لعب دور الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وخاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي.
التحديات الإسرائيلية وتأثيرها
وأوضح سهيل دياب أن نجاح هذا المقترح يعتمد على تعاون الأطراف الإقليمية والدولية لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار، ومنع أي محاولة لإطالة الحرب لتحقيق مكاسب انتخابية أو سياسية ضيقة، مؤكدًا أن هذا الاتفاق الجزئي يمكن أن يكون خطوة أولى نحو حل شامل وعادل يضمن حقوق الفلسطينيين ويحافظ على الأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بالمواقف الإسرائيلية، أكد سهيل دياب أن تل أبيب تسعى لاستغلال كل فرصة لتأجيل التسوية، مضيفًا أن استمرار الحرب يخدم مصالح نتنياهو الانتخابية، إذ يمكنه الاستفادة من الصراع لإظهار موقفه القوي أمام الناخبين الإسرائيليين. لكن المقترح المصري يوفر إطارًا يوازن بين مصلحة الفلسطينيين والضغوط الدولية على إسرائيل، مما يقلل من فرص فرض شروط تعجيزية تعيق السلام.

استمرار الحرب يخدم نتنياهو
واختتم سهيل دياب حديثه بالتأكيد على أن الحلول الجزئية ليست نهاية المطاف، بل هي وسيلة عملية لإحداث اختراق دبلوماسي في ظل الظروف المعقدة، مع الحفاظ على أمل الفلسطينيين في تحقيق تسوية شاملة مستقبلاً، بعيدًا عن التلاعب السياسي أو الاستغلال الانتخابي من أي طرف.