على قدر ما يعتصرني الحزن من استمرار خيانة وعمالة ما يسمى بـ«الإخوان المسلمين»، واندهاشي من أن هناك ما قد يدفع المرء للتفريط في وطنه، على قدر ما تغمرني السعادة بصحوة وعي كثيرين ممن كانوا مغيبين أو متعاطفين معهم يظنون أنهم مظلومين أو رجال دين مضطهدين.
إن زيادة فجور هذه الجماعة واستمرار إعلامهم المنحط في التحريض على مصر، لم تزد المجتمع إلا وعيًا بحقيقتهم، فكشفت زيفهم أمام الجميع، وأكدت أهمية الإعلام الوطني كقوة ناعمة تتصدى للشائعات، وتواجه المؤامرات، وتسقط المخططات.
سعيدة بعودة العقول التي أفاقت، وحزينة على أولئك الذين ما زالوا يصرون على الغرق في مستنقع الخيانة، لوطن لا يستحق منهم إلا الوفاء والإخلاص.
أتساءل: كيف لإنسان أن يقدم مصالحه الضيقة وفتات الأموال على مصلحة وطن كامل؟! كل من يسعى لإسقاط هذا الوطن خائن ولن نغفر له، فالمعارضة الشريفة تقف في صف الوطن وقت الشدة، تساند وتؤازر وتدعم، بينما العملاء وحدهم هم من يصرون على عمالتهم حتى في أحلك الظروف.
الدرس الأهم مما يجري اليوم أن مصر برغم كل المؤامرات ثابتة وراسخة، وقيادتها حكيمة تدرك خيوط المخططات وتواجهها بصبر ودبلوماسية واقتدار، وجيشها قوي وجاهز، وإعلامها الوطني مقاتل شرس لا يقل شأنًا عن جنودها على الجبهة، وشعبها أشرس محارب وأوفى جندي للوطن حاضر وجاهز في كل وقت وحين.