عاجل

علي الكشوطي: السوشيال ميديا غيّرت سلوكيات الناس وانعكست على الدراما|فيديو

الناقد الفني علي
الناقد الفني علي الكشوطي

أكد الناقد الفني علي الكشوطي أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد منصات للتسلية أو تبادل الأخبار، بل تحولت إلى عنصر فاعل يتغلغل في تفاصيل حياة الناس اليومية، وهذا الحضور الطاغي جعل الأفراد يتأثرون بسلوكيات غيرهم بشكل مباشر، ما أدى إلى انتشار ظاهرة التقليد والتشابه في أسلوب العيش والمظاهر العامة.

من الحياة اليومية إلى الدراما

واشار الكشوطي خلال حوار عبر فضائية" اكسترا نيوز"، إلى أن هذا التقليد لم يتوقف عند حدود المظهر أو أسلوب الحديث، بل امتد إلى الإبداع والفن، حيث انعكس بشكل واضح على الأعمال الدرامية فالمؤلفون والمخرجون أصبحوا يستلهمون موضوعاتهم من قصص رائجة على "السوشيال ميديا"، بينما يحاول الممثلون تقديم شخصيات تحاكي نجوم المؤثرين وصناع المحتوى. 

ولفت الناقد الفني الي أن هذا ما جعل الدراما أقرب إلى واقع الناس، لكنها في الوقت نفسه وقعت أحياناً في فخ التكرار وغياب الأصالة.

تأثير متبادل بين الجمهور وصناع الدراما

بحسب الكشوطي، لم يعد الجمهور مجرد متلقٍ سلبي، بل صار صانعاً للموجة وموجهاً لخيارات الدراما فنجاح عمل درامي بات يُقاس بمدى انتشاره على مواقع التواصل وتحوّل مشاهده إلى "ترند". ونتيجة لذلك، يلهث بعض المنتجين وراء تحقيق نسب مشاهدة سريعة عبر إدخال عناصر مأخوذة من عالم السوشيال ميديا دون النظر إلى القيمة الفنية أو العمق الدرامي.

تراجع جودة بعض الأعمال

وأردف أن هذا التداخل أفرز جانباً سلبياً يتمثل في انشغال بعض صناع الدراما بالمظهر على حساب المضمون فبدلاً من التركيز على تقديم رسائل إنسانية واجتماعية عميقة، صار الهمّ الأكبر جذب المتابعين عبر قوالب مكررة وشخصيات نمطية. 

 

ويرى الكشوطي أن ذلك أدى إلى تراجع جودة بعض الأعمال وغياب التميز الفني، حيث أصبحت المسلسلات تتشابه في الطرح والحبكة والشخصيات.

إيجابيات لا يمكن إنكارها

وشدد علي أنه رغم الانتقادات، يعترف الكشوطي بأن لتأثير السوشيال ميديا جوانب إيجابية. فقد فتحت هذه المنصات الباب أمام قضايا مجتمعية كانت مهمشة أو غير مطروحة، وجعلت صوت الجمهور مسموعاً بقوة كما منحت الفنانين فرصة للتواصل المباشر مع متابعيهم، مما ساهم في تعزيز العلاقة بينهم وبين المشاهدين ولكن، يظل التحدي الأكبر في كيفية استثمار هذه الأداة القوية دون أن تفقد الدراما أصالتها ورونقها.

مسؤولية صناع الفن

كما شدد الكشوطي على أن المسؤولية تقع على عاتق صناع الدراما لتوظيف هذا التأثير بذكاء، بحيث يستفيدون من شعبية السوشيال ميديا مع الحفاظ على جودة المحتوى، فالمطلوب ليس استنساخ ما هو رائج على المنصات، وإنما تحويله إلى مادة إبداعية تحمل قيمة فنية ورسالة اجتماعية. 

وواصل قائلا: هنا يظهر دور الكتاب والمخرجين في تقديم طرح مختلف يوازن بين متطلبات السوق واحتياجات الوعي المجتمعي.

مستقبل الدراما بين الترند والقيمة الفنية

في ختام حديثه، حذر الكشوطي من خطورة ترك الدراما أسيرة للترند. فالعمل الفني الناجح لا يُقاس بمدى انتشاره المؤقت على "السوشيال ميديا"، وإنما بقدرته على البقاء والتأثير عبر الزمن. 

وأضاف أن الدراما العربية أمام منعطف مهم فإما أن تسير خلف موجات التقليد والتكرار، وإما أن تستثمر التفاعل الجماهيري لتجديد خطابها وتقديم إبداع حقيقي يترك بصمة طويلة المدى.

 

تم نسخ الرابط