أشرف سنجر: ترامب لا يمتلك حماسة بايدن في الملف الأوكراني|فيديو

أكد الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم عودته إلى واجهة المشهد السياسي العالمي، لا يمتلك الحماسة التي كان يُبديها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في التعامل مع القضية الأوكرانية.
وقال “ أشرف سنجر”، خلال مداخلة عبر فضائية" اكسترا نيوز "، إنه بينما وضع جون بايدن الرئيس الأمريكي السابق الملف الأوكراني على رأس أولوياته الدبلوماسية والعسكرية منذ اندلاع الحرب مع روسيا، يبدو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الحالي أكثر ميلاً للابتعاد عن الانخراط المباشر في تفاصيل النزاع، مفضلاً اتباع نهج براغماتي يقوم على حسابات سياسية داخلية أكثر من كونه التزاماً أخلاقياً أو استراتيجياً طويل المدى.
مقارنة بين نهج بايدن ونهج ترامب
ولفت الي أنه خلال فترة بايدن، تبنت الولايات المتحدة سياسة دعم مفتوح لكييف، شملت مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات، وحشد دولي غير مسبوق لفرض عقوبات على روسيا، وفي المقابل، ينظر ترامب إلى هذه السياسة بعين متحفظة، ويرى أنّ التورط العميق في الحرب يرهق الاقتصاد الأمريكي، ويبعد الإدارة عن أولويات المواطن العادي في الداخل.
ولفت الي أنه هنا تظهر الفجوة الواضحة بين بايدن الذي يتعامل مع الأزمة كملف أمني عالمي يمس هيبة الغرب، بينما يضع ترامب نصب عينيه حسابات انتخابية ومصالح آنية.
انعكاسات الموقف الأمريكي على موازين القوى
وشدد علي أن هذا التباين في الرؤى ينعكس مباشرة على موازين القوى الدولية فمع انخراط بايدن الكامل، تمكنت كييف من الصمود عسكرياً وسياسياً أمام آلة الحرب الروسية أما مع عودة ترامب، فقد يضعف الالتزام الأمريكي، ما يفتح الباب أمام روسيا لتعزيز موقعها.
وأكد سنجر أن مواقف ترامب قد تثير مخاوف الحلفاء الأوروبيين الذين يراهنون على استمرار الدعم الأمريكي، خاصة أن أوروبا وحدها لا تستطيع تحمل أعباء الحرب اقتصادياً وعسكرياً.
أوروبا بين القلق والانتظار
التحولات الأمريكية تجعل العواصم الأوروبية في حالة ترقب وقلق. فالتجربة أظهرت أن أوروبا غير قادرة على إدارة الأزمات الكبرى دون الغطاء الأمريكي، سواء في التمويل أو التسليح أو حتى القيادة السياسية، وبالتالي فإن أي تراجع في الحماسة الأمريكية تحت حكم ترامب قد يضعف وحدة الصف الغربي، ويفتح المجال أمام انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
حسابات ترامب الداخلية
وشدد علي أنه لا يمكن فصل موقف ترامب من أوكرانيا عن حساباته الداخلية فالرجل يضع نصب عينيه الفوز في الانتخابات المقبلة، ويراهن على خطاب شعبوي يركز على "أمريكا أولاً" ومن ثم، فإن إنفاق المليارات على حرب بعيدة عن الأراضي الأمريكية لا يتوافق مع رسالته لجمهوره، خاصة في ظل تحديات اقتصادية يعانيها المواطن الأمريكي مثل التضخم وارتفاع الأسعار. ويرى د. سنجر أن هذه الاعتبارات قد تجعله أكثر تحفظاً وأقل اندفاعاً تجاه القضية الأوكرانية.
انعكاسات على روسيا وأوكرانيا
وأردف أنه في حال تراجع الدعم الأمريكي، ستواجه أوكرانيا صعوبات كبرى في مواصلة الحرب. فالمساعدات الغربية هي شريان الحياة لاقتصادها وجيشها في المقابل، قد تجد روسيا في هذا التراجع فرصة ذهبية لتوسيع نفوذها وتعزيز مكاسبها الميدانية إلا أنّ ترامب نفسه قد لا يمنح موسكو شيكاً على بياض، فهو في النهاية سياسي يعرف حدود القوة الروسية ويعي تماماً أهمية توازن الردع مع واشنطن. لكن غياب الحماسة يعني أنّ إدارة الأزمة قد تأخذ مساراً أكثر بروداً وواقعية.
مستقبل الأزمة الأوكرانية في ظل عودة ترامب
ويرى سنجر أن مستقبل الأزمة الأوكرانية بات مرهوناً بشكل كبير بموقف ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض فبينما اختار بايدن المواجهة المباشرة مع روسيا عبر دعم أوكرانيا، قد يختار ترامب مسار التفاوض والضغط لإيجاد صيغة وسط تحفظ المصالح الأمريكية دون الغرق في حرب طويلة. وهذا التحول سيعيد رسم خريطة التحالفات، ويجعل أوكرانيا أمام تحدٍ استراتيجي صعب كيف تصمد في مواجهة روسيا إذا ما تراجعت الحماية الأمريكية