عاجل

رسائل خفية في قمة ألاسكا.. اختيار الموقع وتيشيرت وزير الخارجية الروسي

بوتين وترامب
بوتين وترامب

وصل الزعيمان الأمريكي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين إلى ولاية ألاسكا، لعقد قمة بينمها بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن كل منهما حمل رسالة خفية كجزء من الحرب الباردة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا التي لم منذ عقود.

ففي مشهد أثار الكثير من الجدل والتكهنات، ظهر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مرتديًا قميصًا يحمل شعار "CCCP" – اختصار الاتحاد السوفيتي باللغة الروسية  لدى وصوله إلى ولاية ألاسكا، حيث تُعقد القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. 

وأثار هذا الظهور اللافت موجة غضب واسعة في الأوساط الأوكرانية، واعتُبر رسالة رمزية ذات دلالات سياسية لا تخلو من الاستفزاز، وفقاً لما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ووصفت الصحيفة القميص بأنه يحمل "إشارات توسعية وإمبريالية"، نظراً لارتباط رمزيته بتاريخ الاتحاد السوفيتي، الذي كانت أوكرانيا جزءًا منه، ما جعل ظهوره في هذا التوقيت والمكان محط انتقاد شديد. وقد أظهر مقطع فيديو متداول لافروف وهو يترجل من سيارة رسمية أمام مقر القمة، مرتديًا القميص تحت سترة دون أكمام، فيما كان أحد الصحفيين يحاول اللحاق به لطرح الأسئلة.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مرتديًا قميصًا يحمل شعار
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مرتديًا قميصًا يحمل شعار "CCCP"  

لاحقًا، أطل الوزير الروسي في مقابلة إعلامية دون أن يحاول إخفاء القميص، في خطوة رأت فيها "ديلي ميل" رسالة موجهة بوضوح إلى أوكرانيا والدول المجاورة المؤيدة للغرب، ووصفتها بـ"الرسالة المخيفة".

ورداً على سؤال حول توقعاته من القمة، تجنّب لافروف الخوض في التفاصيل قائلاً:

"نحن لا نحاول التنبؤ أو إصدار أحكام مسبقة. ما نعرفه هو أن لدينا حججاً سنطرحها خلال النقاش، وموقفنا واضح، وسنقدمه".

ظهور لافروف بهذا الشكل أثار تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثير من المستخدمين أن اختياره للقميص ليس صدفة، بل يحمل رسائل سياسية ضمنية، حيث كتب أحد المستخدمين كتب على منصة "إكس": "لافروف يصل إلى ألاسكا للمشاركة في محادثات بشأن أوكرانيا، مرتديًا قميص الاتحاد السوفيتي.. رسالة إمبريالية واضحة، خمّنوا من كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي؟".

أبعاد رمزية لاختيار ألاسكا كموقع للقمة

بالتزامن مع هذا الجدل، شوهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحرك في موكب ضخم ضم سيارات ليموزين مصفحة وعربات أمنية وإسعاف، وذلك خلال انتقاله نحو المطار الروسي في مدينة ماجادان شرق البلاد، استعدادًا للسفر إلى ألاسكا للمشاركة في القمة، التي تهدف إلى بحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويرى مراقبون أن اختيار ولاية ألاسكا الأميركية مكانًا لانعقاد القمة لم يكن اعتباطياً، بل يحمل بدوره رسائل سياسية وتاريخية متعدد، فمن الناحية الجغرافية تعد ألاسكا أقرب نقطة بين الولايات المتحدة وروسيا، إذ يفصل بينهما مضيق بيرينج فقط، وهو ما يساهم في تقليل التحديات اللوجستية والأمنية، فضلًا عن تقليص احتمالات التعرض لمخاطر التجسس أو اختراق المحادثات.

لكن الرمزية الأهم تكمن في أن ألاسكا نفسها كانت أراضي روسية حتى عام 1867، عندما باعتها موسكو للولايات المتحدة مقابل 7.2 مليون دولار، فيما لا تزال بعض الأوساط القومية في روسيا تنظر إلى هذه الصفقة باعتبارها "خسارة تاريخية"، وهذا البعد التاريخي يضفي على القمة طابعًا رمزيًا إضافيًا تسعى موسكو إلى توظيفه ضمن سياق استعادة النفوذ والهيبة الروسية.

ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

الغياب عن المحكمة الجنائية الدولية

إلى جانب الأسباب السياسية والرمزية، يشير مراقبون إلى أن الرئيس الروسي اختار عقد القمة في الولايات المتحدة تحديدًا، نظراً لأن واشنطن ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية. 

وهذا يعني أن بوتين يتمتع بحرية السفر إلى الأراضي الأمريكية دون مخاوف من احتمال اعتقاله، كما قد يكون الحال في بعض الدول الأوروبية التي تلتزم بقرارات المحكمة.

تم نسخ الرابط