قصة رحيل شاب انقذ الأرواح بشبرا ومطالب بإطلاق اسمه على إحدى المنشآت ببنى سويف

الحزن العارم خيم أرجاء عزبة الحكيم بقرية سدس بمركز ببا بمحافظة بنى سويف ، ومازالت القلوب تعتصر على رحيل الشاب أحمد جمال على محمود  ،والذى فقد روحه فداء وتضحية من أجل إنقاذ العديد من الأرواح بحادث حريق الباكيات الملاصقة لسور محطة مترو مدينة شبرا الخيمة .

وشارك الآلاف من أهالى الحكيم وسدس والقري المجاورة بمركز ببا، فى تشييع جثمان الشاب الشهم فى الساعات المتأخرة من مساء الخميس فى مشهد حزين وصادم ، وانهيار والده ووالدته أثناء المراسم بجانب حرص الاطفال وكبار السن والسيدات والشباب على الشد من ازر الأسرة فى مصابهم .

احمد جمال على محمود الشاب الشهم ، والذى كان قد أنهى دراسته بالمرحلة الاعدادية ،ويستعد للالتحاق بالمرحلة الثانوية خلال الفترة القادمة ، عكف على مساعدة أسرته البسيطة على مدار سنوات بالعمل بعصارة بشبرا الخيمة أملا فى كسب رزقه بالحلال .

الشاب السويفى لديه 3 اخوات جميعهم يدرسون بمراحل تعليمية مختلفة ، ووالده من العمالة الغير منتظمة ووالدته ربة منزل ، يعييشون بعزبة الحكيم والتى مازالت تحتفظ بالعادات والتقاليد الحميدة من صفات الشهامة والرجولة والتضحية .
مساء السبت الماضى ، كانت مدينة شبرا الخيمة قد شهدت اندلاع حريق في الباكيات الملاصقة لسور محطة مترو الأنفاق، نتيجة انفجار كابينة كهرباء مجاورة أمام محل عصائر، مما أدى إلى احتراق المحل وجزء من محل كشري وامتداد النيران إلى المنطقة المحيطة ، وأسفر الحادث عن أضرار جسيمة بالمباني، وأصدرت الجهات التنفيذية قرارًا بهدم منزلين متضررين حفاظًا على سلامة المواطنين ، وانتقلت قوات الحماية المدنية على الفور، وتم الدفع بسيارات الإطفاء والإسعاف للسيطرة على النيران وإجراء عمليات التبريد، فيما تم إخلاء محطة المترو مؤقتًا قبل استئناف حركة القطارات، كما أسفر الحريق عن إصابة عدد من المواطنين بحروق واختناق وكسور، تم نقلهم إلى المستشفيات .

وتم نقل الشاب السويفى احمد جمال ، لاحدى المستشفيات نتيجة تدهور حالته الصحية وإصابته بعدة حروق مختلفة ، فيما قد ناشد والده وأسرته المسؤولين بضرورة تقلع لاحدى المستشفيات الكبري الا أنه ودع عالمنا صباح أمس تاركا خلفه قصص عديدة تروى للأجيال فى التضحية والشهامة بعد حرصه على انقاذ المواطنين بالحريق .

' نيوز رووم ' قد رصدت الواقعة منذ البداية حتى تشييع جثمان الشاب مساء أمس الخميس ، فيما أعرب وحيد احمد شيخ عزبة الحكيم عن حزنه وحزن أهل القرية لوفاة الشاب المحترم الشهم مؤكدا على افتخار الجميع بتضحياته لإنقاذ الأرواح .

واضاف بقوله : الراحل كان يساعد أسرته رغم صغر سنه فى ظل الظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والجميع كان يحبه ويقدره ونتمنى إطلاق اسمه على إحدى المنشآت الحكومية بالقرية تخليدا لذكراه .

واختتم بقوله : منذ إعلان الحادث السبت الماضى وجميع أهالى القرية كانوا يتواصلوان مع أسرة الشاب للاطمئنان عليه ومعرفة التطورات ولكن الحمد لله فى النهاية .

فيما قال عبد اللطيف على ' مدرس ' واحد أقارب الراحل : الجميع حزين على رحيل احمد جمال ، فالقرية مازالت تحتفظ والترابط والتماسك فى جميع المناسبات .

وتابع بقوله : بحكم عملى كمدرس بالقاهرة تابعت الحادث مع أسرته ومعرفة حالته الصحية حتى الساعات الأخيرة وما نتمناه خلال الفترة القادمة تخليد اسمه ليكون بمثابة القدوة للأجيال القادمة.

واختتم بقوله : العزاء لأسرته والعائلة وجميع أهالى بنى سويف والحمد لله على استمرار النماذج المشرفة بمصر .