أحمد فؤاد سليم : حلمت بحرب أكتوبر قبل اندلاعها وودعت رفيق السلاح ليلة النصر

حل الفنان القدير أحمد فؤاد سليم ضيفًا على الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" المذاع عبر قناة "أون"، حيث فتح قلبه للجمهور وتحدث عن واحدة من أهم محطات حياته، وهي مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، كاشفًا عن تفاصيل إنسانية وعسكرية عاشها عن قرب، ومواقف لن ينساها ما حيى.

توقع الحرب وحلم مؤثر

استهل أحمد فؤاد سليم حديثه بالإشارة إلى أن فترة ما قبل حرب أكتوبر كانت مليئة بالتدريبات والمشاريع الحربية التي كان الجيش المصري ينفذها سنويًا استعدادًا لأي مواجهة محتملة، قائًلا: "قبل حرب أكتوبر كنا بنفذ مشاريع حرب كثيرة كل عام"، مشيرًا إلى أن هذه التدريبات عززت إحساسه بأن المعركة قادمة لا محالة.

وأضاف أحمد فؤاد سليم أنه في عام 1973، راوده حلم غريب جعله يشعر بقوة أن الحرب باتت وشيكة، وكأنه إشارة مسبقة لما سيحدث، لافتًا إلى أن هذا الإحساس كان يرافقه في أيام ما قبل المعركة.

قصة العسكري سيد راشد

انتقل أحمد فؤاد سليم للحديث عن موقف إنساني لا ينساه، بطلها كان أحد الجنود ويدعى سيد راشد، وكان تحت قيادته في الجيش. وأوضح: "أنا كان معايا عسكري اسمه سيد راشد كان عايز ينزل إجازة يجيب مراته من الإسكندرية ويرجعها شبين الكوم"، مضيفًا أنه سمح له بالنزول والعودة سريعًا.

وتابع أحمد فؤاد سليم: "عاد سيد راشد بالفعل في يوم السبت 6 أكتوبر 1973، ليتم تكليفه على الفور بالتوجه إلى الجبهة ضمن القوات المقاتلة، في لحظة سبقت انطلاق الشرارة الأولى للحرب".

ليلة الحزن واستشهاد الرفيق

بصوت مفعم بالحزن، روى أحمد فؤاد سليم كيف تلقى خبر استشهاد الجندي سيد راشد في مساء اليوم نفسه، قائلاً: "ويوم 6 أكتوبر بليل تلقيت خبر استشهاد سيد راشد وده كانت ليلة حزينة للغاية"، مبينًا أن تلك اللحظة تركت جرحًا في قلبه لا يندمل، مشيرًا إلى أن سيد راشد لم يكن مجرد جندي، بل كان أخًا وصديقًا ربطته به مواقف إنسانية خلال فترة الخدمة العسكرية.

أوضح أحمد فؤاد سليم أنه خلال فترة وجوده في الجيش، عاش لحظات من الفخر الوطني الممزوجة بالألم لفقدان الأصدقاء، معتبرًا أن هذه التجربة كانت من أهم مراحل حياته، ليس فقط على الصعيد الوطني، ولكن أيضًا على الصعيد الإنساني، إذ أن المشاركة في حرب أكتوبر كانت شرفًا لا يضاهيه شرف، وأن تضحيات الشهداء هي التي منحت لمصر عزتها وكرامتها.

رسالة تقدير للجنود والشهداء

اختتم أحمد فؤاد سليم حديثه برسالة امتنان لكل من شارك في حرب أكتوبر، من الجنود والضباط، والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن. وأكد أن ذكريات تلك الأيام محفورة في وجدانه، وأنه يفتخر بأنه كان جزءًا من هذا الحدث التاريخي الذي أعاد لمصر والأمة العربية كرامتها.

بهذا السرد المؤثر، أعاد أحمد فؤاد سليم تسليط الضوء على الجانب الإنساني للحرب، حيث تختلط البطولات العسكرية بالقصص الإنسانية، ليؤكد أن حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة تحرير، بل كانت أيضًا ملحمة وفاء وتضحية كتبها جنود بدمائهم، وظلت خالدة في وجدان الوطن.