عاجل

هاني عبد الله: الإخوان استغلوا النقابات كمنصة لمد النفوذ|فيديو

جماعة الاخوان
جماعة الاخوان

كشف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، هاني عبد الله، عن وثائق خطيرة تفضح الفكر العابر للحدود الذي تتبناه جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أن هذه الوثائق تؤكد رفض الجماعة لمفهوم الدولة الوطنية، وسعيها الدائم لإقامة تنظيم دولي يمد نفوذه في مختلف القارات، متخفياً تحت شعارات دينية وشعارات العمل الخيري.

فكر لا يعترف بالوطن 

أوضح هاني عبد الله، في حلقة جديدة من برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية، أن الوثائق التي تم الكشف عنها، ومن بينها وثيقة بعنوان "استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية"، تؤكد أن جماعة الإخوان تتبنى منذ نشأتها فكر "أستاذية العالم" الذي أسسه حسن البنا، والذي يقوم على فكرة إلغاء الحدود الجغرافية وعدم الاعتراف بالدولة الوطنية، وهو ما تكرر على لسان قيادات بارزة مثل مهدي عاكف.

وأشار هاني عبد الله إلى أن حسن البنا، في رسائله المبكرة، كان يرفض فكرة الانتماء للوطن وفق الحدود المتعارف عليها، معتبراً أن ولاء الجماعة أكبر من أي انتماء وطني، وأنها "دعوة الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري"، في محاولة لتصويرها كامتداد للصحابة والرسالة النبوية.

تأسيس التنظيم الدولي 

أكد هاني عبد الله أن التحرك الفعلي لتأسيس التنظيم الدولي للإخوان بدأ في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، وليس كما يعتقد بعض الباحثين أنه بدأ في الثمانينيات، لافتًا إلى أن هذه المرحلة شهدت إعداد وثائق ومشروعات تنظيمية تهدف إلى وضع هيكل دولي موحد للجماعة، يدير شبكاتها في مختلف الدول، ويربط بين أنشطتها الدعوية والسياسية والاقتصادية.

من أخطر ما كشفه هاني عبد الله، وثيقة تقترح إنشاء جهاز رصد معلوماتي متطور على مستوى عالمي، أشبه بجهاز استخبارات خاص بالتنظيم، يعتمد على التكنولوجيا الحديثة ومراكز المعلومات، موضحًا أن الهدف من هذا الجهاز، بحسب الوثيقة، هو خدمة المشروع الإخواني عبر جمع وتحليل المعلومات وتقدير المواقف، مما يعكس طموح الجماعة لإنشاء منظومة استخبارية موازية، تتجاوز حتى عمل مراكز الدراسات التقليدية.

اختراق النقابات المهنية والعمالية

وتابع هاني عبد الله: "لم يقتصر الأمر على الجانب الاستخباري، بل امتد إلى استغلال النقابات العمالية والمهنية لتعزيز نفوذ الجماعة. وأشار عبد الله إلى وثيقة مؤرخة عام 2008، تتضمن مقترح إنشاء جهاز جديد داخل النقابات يتيح للتنظيم استغلال مواردها البشرية والمادية واللوجستية لخدمة أهدافه".

وأوضح هاني عبد الله أن الإخوان استخدموا هذا الأسلوب لاختراق النقابات الطبية في مصر، حيث كان القيادي عبد المنعم أبو الفتوح مشرفاً على العمل الإغاثي داخل النقابة، بينما كان نظيره اللبناني عماد الحوت يدير منظمة "غاوس" الإغاثية، في تنسيق كامل بين الجانبين عبر المكتب التنفيذي لجهاز التخطيط في بيروت.

العمل الإغاثي كغطاء للتمدد

لفت هاني عبد الله إلى أن النشاط الإغاثي كان أحد أبرز أدوات الإخوان للتمدد وبسط النفوذ، حيث وفر لهم شبكة انتشار واسعة تحت غطاء إنساني يصعب التشكيك فيه، هذا النشاط لم يكن مجرد عمل خيري، بل أداة استراتيجية لتمويل أنشطة التنظيم والسيطرة على مفاصل العمل المدني، مع غياب الرقابة الدقيقة على التبرعات ومصارفها.

<strong>الكاتب هاني عبد الله </strong>
الكاتب هاني عبد الله 

اختتم هاني عبد الله حديثه بالتأكيد على أن الوثائق التي عُرضت تعكس رؤية متكاملة لدى جماعة الإخوان للسيطرة على المجتمعات من خلال أدوات متعددة: اختراق النقابات، إنشاء أجهزة معلوماتية، استخدام العمل الخيري كغطاء، وتكريس فكر عابر للحدود، كل ذلك ضمن مخطط طويل الأمد يهدف إلى تقويض الدولة الوطنية وإقامة كيان دولي يدين بالولاء للتنظيم لا للوطن.

تم نسخ الرابط