عالم أزهري: عبارة "العمل عبادة" ليست نصًا شرعيًا ولكنها تعكس روح الإسلام

أكد الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن عبارة "العمل عبادة" ليست نصًا صريحًا في القرآن الكريم أو في السنة النبوية، لكنها تعكس بوضوح روح الإسلام ومقاصده العليا ، فالعمل لا يُعد مجرد وسيلة للرزق فحسب، بل هو أيضًا صورة من صور الطاعة لله إذا ما اقترن بالإخلاص والنية الصالحة، وكان في طريق الحلال.
العمل في ضوء القرآن الكريم
أشار الدكتور نبوي إلى أن كلمة "العمل" بمشتقاتها قد وردت في القرآن الكريم حوالي 360 مرة، وهو رقم يدل على الأهمية البالغة التي منحها الإسلام لقيمة العمل ،ومن أبرز الآيات التي تربط بين العبادة والعمل قوله تعالى: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله"، والتي توضح أن السعي في الأرض بعد أداء الصلاة أمر محمود ومطلوب، ويُعد امتدادًا لعبادة المسلم.
الإسلام يحث على الكد والاجتهاد
أوضح الدكتور نبوي أن الإسلام لا يقرّ الكسل ولا يعترف بالبطالة، بل يحثّ على الجد والاجتهاد، وقد ضرب الأنبياء أروع الأمثلة في ممارسة الأعمال والمهن، حيث عمل سيدنا محمد ﷺ برعي الغنم والتجارة، وكان سيدنا نوح نجارًا، وسيدنا داوود صانعًا للدروع كذلك كان الصحابة الكرام يمارسون شتى الحرف والمهن، وقد أحصى بعض الباحثين أنهم عملوا فيما يزيد عن 200 مهنة.
السعي الحلال عبادة عظيمة
أكد نبوي أن السعي وراء الرزق الحلال لا يقتصر على الكسب المادي، بل يُعد من القربات العظيمة إلى الله، خاصة إذا كان الهدف منه إعالة الأسرة، والإنفاق على الوالدين، أو سدّ حاجة الفقراء والمساكين ، فالعمل الحلال المصحوب بالنوايا الطيبة والنية الصادقة يتحول إلى عبادة في ميزان الحسنات، وقد يكون أفضل من كثير من العبادات التي يغيب عنها الإخلاص.
وفي وقت سابق ،حذّر الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، من التوسع غير المنضبط في نشر الخصوصيات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن ذلك لا ينسجم مع تعاليم الإسلام ولا مع مقتضيات الحكمة والعقل السليم.
وقال نبوي : "النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، لكننا نرى اليوم سلوكًا مناقضًا تمامًا، حيث أصبحت الخصوصية مستباحة، والناس يدعون الغرباء إلى التدخل في تفاصيل لا تخص إلا صاحبها وأسرته فقط".