عاجل

بعد حادث سيارة فتيات طريق الواحات.. أمين الفتوى: الملابس ليست مبررا للتحـ.رش

الدكتور هشام ربيع
الدكتور هشام ربيع

قال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء إنه في وسط متابعات واقعة "مطاردة فتيات أكتوبر على طريق الواحات" وجدتُ تبريرًا واهيًا لإلصاق هذه الجريمة بـ"نوع ملابس المرأة"، وهو مُسوِّغ شيطاني؛ إذ قَصْر التُّهْمَة في جريمة التَّحَرُّش النَّكْرَاء في هذا الجانب -نوع ملابس المرأة وصِفَتِه- تبرير واهم لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة.
والتَّحَرُّش -بالقول أو الفِعْل- جريمةٌ مُحَرَّمةٌ شرعًا، وكبيرةٌ مِن الكبائر؛ لما فيه مِن الاستطالة على الحُرُمات والأَعْرَاض.

وتابع: الإسهابُ في توصيف شَكْل أو نوع ملابس المرأة هو مِن القيود على حريتها وكرامتها، فمشكلة التَّحرُّش في سلوك الـمُعتدِي، لا في لباس الضحية.

وشدد: دائمًا يأتي التأكيد أنَّ حجاب المرأة المسلمة الواجب عليها هو ما يَسْتُر كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين، والـمُسْلِم في ذلك مأمورٌ بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف، دون تسويغٍ شيطانيٍ للوقوع في المحذور المنهي عنه؛ وذلك امتثالًا لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30 ، 31].

 

 حادث الواحات جرس إنذار

قال الشيخ أحمد خليل، أحد علماء الأزهر الشريف، إن ما وقع أمس على طريق الواحات من مطاردة سيارة تقل فتيات حتى اصطدمت بسيارة نقل، وأُصيبت من فيها، جريمة تجمع بين الأذى بالتحرش والرعونة في القيادة، وكلاهما محرم شرعًا ومجرّم قانونًا.

وأكد خلال تصريحات له،  أن ملابس الفتاة أو مظهرها لا تُسقط عن الشاب المسؤولية ولا تبيح له النظر المحرم أو إيذاءها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" [النور: 30]، وبحديث النبي ﷺ: "العينان تزنيان وزناهما النظر" (رواه البخاري ومسلم).

وأوضح أن الإسلام يحرم التحرش والقانون يجرمه، قال تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا" [الأحزاب: 58]، وقال ﷺ: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" (رواه مسلم)، مشددًا على أن واجب المجتمع منع هذه الجرائم قبل وقوعها بالتربية، والرقابة، والعقوبات الرادعة، وحماية الضحايا وضمان عدم تعرضهم لضغط للتنازل.

وأضاف أن الطريق العام ليس ساحة لعبث المتهورين، وأن القيادة التي تعرض حياة الآخرين للخطر إثم كبير، لقول النبي ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار"، ولقوله تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة: 2].

وأشار إلى أن نصرة المظلوم واجبة شرعًا، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" قيل: يا رسول الله أنصره مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: "تحجزه أو تمنعه من الظلم" (رواه البخاري)، مؤكدًا أن منع الظالم من الاستمرار في ظلمه أعظم نصرة له.

وتابع الشيخ أحمد خليل: "من يظن أن مظهر الفتاة يبرر له النظر أو المضايقة أو المطاردة فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، وسيقف بين يدي الله فردًا ليُسأل عن كل نظرة وخطوة وكلمة".

تم نسخ الرابط