عاجل

حاتم صابر يوضح خلفيات الموقف الأمريكي من تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية|فيديو

جماعة الأخوان
جماعة الأخوان

وصف العقيد حاتم صابر، الخبير في مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، هذه التصريحات بأنها "مناورة سياسية" أكثر من كونها تعبيرًا عن تحول استراتيجي حقيقي في سياسة واشنطن، موضحًا أن الهدف من هذه التصريحات هو مغازلة بعض الحلفاء الإقليميين، في ظل توازنات سياسية معقدة تشهدها المنطقة.

طرح قديم بوجه جديد

أكد حاتم صابر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج اليوم المذاع على قناة "دي إم سي"، أن فكرة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ليست جديدة، بل تعكس تصعيدًا في خطاب الحزب الجمهوري تجاه ما وصفه بـ"الإسلام السياسي بوجه عام". وأشار إلى أن هذا التوجه يتناقض مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين، الذين يتهمهم الجمهوريون بـ"التساهل" مع التنظيمات الإسلامية.

وأوضح حاتم صابر أن الجمهوريين لطالما استخدموا ورقة الإخوان في سياقات انتخابية أو سياسية لكسب دعم بعض القوى في الشرق الأوسط، في حين يتعامل الديمقراطيون معها بمرونة أكبر، ما يجعل الموقف الأمريكي متذبذبًا وغير موحد.

تاريخ من التوظيف السياسي

وعند سؤاله عن مدى جدية الإدارة الأمريكية الحالية في اتخاذ خطوة حقيقية ضد الجماعة، أشار العقيد حاتم صابر إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تاريخيًا إحدى أدوات السياسة الخارجية الغربية في المنطقة. وقال: "لا يجب أن ننسى أن إدارة أوباما اتخذت من جماعة الإخوان رأس حربة لتنفيذ وتمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد، بهدف زعزعة استقرار المجتمعات العربية من الداخل".

وأضاف حاتم صابر أن الجماعة تمتلك القدرة على التحالف مع أي طرف، حتى وإن كان خصمًا أيديولوجيًا، إذا كان ذلك يحقق مصالحها، وهو ما يفسر استمرار الدعم أو التغاضي الغربي عن ممارساتها في بعض الحالات.

الحاضنة التاريخية للجماعة

شدد حاتم صابر على أن الحديث عن موقف غربي موحد ضد الإخوان يتجاهل واقعًا مهمًا يتمثل في وجود قوة كبرى داخل هذا المعسكر تدعم الجماعة بشكل علني وغير معلن، وهي بريطانيا، مبينًا أن لندن كانت الحاضنة الأولى للجماعة منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، ولا تزال تمثل ملاذًا آمنًا لقادتها وكوادرها، إضافة إلى استقبالها التنظيمات المماثلة التي تشترك معها في الأيديولوجيا والأهداف.

وأشار حاتم صابر إلى أن هذا التناقض داخل الصف الغربي يعطل أي قرار حاسم ضد الجماعة، إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تدّعي وجود جبهة موحدة ضد الإخوان بينما تسمح حليفتها بريطانيا بتمكينهم سياسيًا وإعلاميًا على أراضيها.

العقيد حاتم صابر 
العقيد حاتم صابر 

غياب الإرادة الحقيقية 

واختتم حاتم صابر تحليله بالتأكيد على أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة لا تعدو كونها خطابًا سياسيًا موجّهًا للاستهلاك الإعلامي، يهدف إلى إرسال رسائل طمأنة لبعض القوى في الشرق الأوسط، دون أن يترتب عليها أي تحرك عملي على الأرض.

 وشدد حاتم صابر على أن غياب الإرادة السياسية الموحدة في الغرب، إلى جانب التاريخ الطويل من التوظيف المشترك بين بعض الحكومات الغربية والجماعة، يجعل من غير المرجح أن نشهد قريبًا خطوة أمريكية جادة لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بشكل رسمي وشامل.

تم نسخ الرابط