بعد إقصاء 3 من أعمدة الحزب.. استقالة عضو الهيئة العليا لـ"الوعي"

أعلن عبد الحكيم شداد المحامي بالنقض، المستشار القانوني لحزب الوعي وعضو الهيئة العليا، قبل قليل، عن استقالته رسميًا من منصبه في الحزب على خلفية الأزمة التي اندلعت خلال الأيام القليلة الماضي.
إقصاء أعمدة "الوعي" سبب استقالة "شداد"
وأكد "شداد"، أنه نظرًا للأحداث الأخيرة التي شهدها حزب الوعي، وعلى رأسها إقصاء 3 من أعمدة الحزب الرئيسة، وهم؛ الدكتور محمد عبد المجيد وإسلام فاضل والمهندس عبدالله العياشي، مضيفًا: "كنت شاهدًا وحاضرًا لدورهم في الحزب خاصة أنهم من كوادره بل من قياداته".
وأشار إلى أن "عبد المجيد" نائب رئيس حزب الوعي والسكرتير العام التنفيذي، و"فاضل" هو السكرتير العام المساعد وأحد المحامين البارزين علميًا وسياسيًا، ورأى ذلك بنفسه في بعض ندوات الحزب، فيما يُعد "العياشي" رئيسًا لاتحاد شباب الحزب، متابعًا: "وكم كنت سعيدًا بهؤلاء الكوادر الشابة المبشرة والتي يتمناها أي حزب في مصر”.
ولفت إلى أنه تفاجأ بإقصاء الثلاثة الواحد تلو الآخر بقرارات فوقيه دون تحقيق سواء بلجنة مشكلة من الهيئة العليا أو من لجنة الحكماء أو منه شخصيًا كمستشار قانوني للحزب، وأضاف: "الغريب أن يتم محاولة إضفاء الشرعية على قرارات الإقصاء الباطلة بتصرف أغرب، وهو عرض القرارات على اجتماع الهيئة العليا للموافقة عليها بعد صدورها، وهو ما ينم عن التخبط الإداري داخل الحزب وعدم الدراية والمعرفة بإدارة الأحزاب”.
وواصل "شداد" حديثه مستنكرًا مع حدث، وقال: "بل الأدهى من ذلك أن تسمى القرارات بعدم قبول العضوية لأشخاص تبوؤا أماكن قياديه داخل الحزب وظهروا في مناسبات عديده بوصفهم القيادي كل حسب مكانته التي يتبوئها”.
"شداد" يستنكر بيان الحزب لتفسير القرار
وأضاف: “وفى محاولة بائسة تنم عن طفولة سياسية لإنقاذ القرارات المنعدمة في بيان منذ ساعات يحاول مفصل القرار تفسير قراره بعدما اكتشف عدم معقوليته وخروجه عن المنطق القانوني والحزبي بتزييف لائحي عجيب أن سبب القرار بعدم قبول العضوية راجعًا إلى كون العضوية السابقة هي عضوية انتساب لاختبار صلاحية العضو في الاستمرار من عدمه".
واستكمل: "يتحدث هكذا عن مؤسسين الفكرة وبنائين المشروع على أنهم كانوا في فترة اختبار، ومن يقيم تجربة رئيس حزب الوعي إذا انحرف عن المسار هو الآخر أثناء فترة الاختبار، أما عن مفردات البيان المنشور ولغته التي تنضح بصراع أبعد ما يكون عن كونه سياسي فهو صراع وجودي، تلك هي الحقيقة فتارة يذكر البيان أنها قرارات فصل وتارة أخرى يصفها بقرارات عدم قبول عضوية في مخالفات صارخة تبطل هذه القرارات وتجعلها كالعدم سواء”.
وتابع: “وكانت هذه الفعلة تنم عن انعدام الهيكل التنظيمي للحز، وتخطي أبسط القواعد التي تتضمنها لوائح الأحزاب، وعلى مدار عمري كله داخل الأحزاب المصرية متبوئ أعلى المناصب في تلك الأحزاب معاصرًا لخلافاتها وصراعاتها وواضعًا ومشاركًا للوائح عديدة لم أجد أبدًا صراعًا يدار بهذه الطريقة العشوائية ولا قرارات تصاغ بمثل هذه الكيفية التي أقل ما يقال عنها أنها مراهقة سياسية، وكنت زاعمًا أنني في حزب به هيئة عليا ولجنة حكماء ولائحة يفترض اشتمالها على نظامًا تأديبيًا يتفق مع صحيح قانون الأحزاب السياسية، إلا ان زعمى كان وهمًا".
محاولة التدخل لإنهاء الأزمة وديًا
وشدد على أنه حاول حل الأزمة بشكل ودي، وقال: "ورغم ذلك كله وإيمانًا مني بدوري كمستشار قانوني لحزب الوعي حاولت التدخل لدى الدكتور رئيس الحزب لإنهاء هذا النزاع وديًا ولكنه رفض متزرعًا بأنه سبق السيف العزل، ولم أفقد الأمل وكنت شارعًا في الذهاب إلى الحزب لرأب هذا الصدع، إلا أن الأمل قد تبدد أمامي حينما قرأت بيان اليوم على صفحة الحزب وقبلها التأييد المطلق من بعض أعضاء الهيئة العليا لكل قرارات وتصرفات رئيس الحزب دون وعي للمصلحة العليا للحزب ومستقبله السياسي".
وأردف "شداد": "وإن كنت أرى أن لديهم العذر خاصة وأن معظمهم من الوجوه الجديدة على العمل السياسي الحزبي، ولكن ليس عذرًا ذلك التأييد المطلق للقرارات التي ترسخ الفردية والإقصاء لكل رأى مخالف وإلا تم تفريغ الحزب من أهم مضامينه وهي الديمقراطية وحرية الرأي التي يجب أن يكون عليه الحزب وكل الأحزاب".
وأضاف: "وحيث إنني كعضو هيئه عليا ومستشار قانوني لحزب الوعي أرى أن سياسة الحزب تسير بسرعة نحو السقوط في فخ تنزيه قرارات رئيس الحزب من أي محاسبة وهو ما يسرع في تقزيم الحزب وإنهاء حالة النجاح التي صاحبت بداياته وسيدخله في بوتقة الأحزاب الكرتونية التي تنشأ لخدمة فرد دون أن يكون لها دور ككيان بجوار الأحزاب الكبيرة".
نصيحة دون غرض
ووجه "شداد" نصيحة في ختام حديثه، وقال: "أنصحكم نصيحة المحب دون غرض.. الأحزاب الناجحة لابد وأن يكون لديها لائحة داخلية منضبطة تصنع للكيان وليس لأفراد تكتب وتراجع من خلال رجال قانون لديهم خبرات سابقه في وضع لوائح شفافة بها هيكل تنظيمي هرمي من القاعدة للقمة تنطوي على مبادئ واضحة تنظم دور كل قيادي من أول القواعد الحزبية في القرى والكفور حتى رئيس الحزب بها مبادئ قبول العضوية من السلطات اللامركزية، ومنظمة لقبولها وإنهائها، ونظام انتخابي لكل كوادر الحزب.. ونظام انتخابي للهيئة العليا لا يعطي فيها لرئيس الحزب حق التعيين إلا في حدود نسبه لا تؤثر في القرارات المصيرية".
وواصل نصيحته قائلًا: "ونظام انتخابي لمقعد رئيس الحزب ونوابه يمنع من أبدية تبوأ المناصب والانفراد بالقرارات، ويعطى الأمل ويعزز الطموح لدى كل أعضاء الحزب في التطلع إلى التدرج في المناصب لأبعد مستوى، ونظام تأديبي واضح لا يعطى فيه لفرد أيًا كان الحق في الفصل التعسفي، وفي نفس الوقت يحفظ حق الحزب في حماية أهدافه ومبادئه بعقوبات متدرجه بعد تحقيق عادل من خلال آليات منصوص عليها ومتفقه مع قانون الأحزاب".
واختتم حديثه قائلًا: "هكذا تكون الأحزاب الناجحة بغيرها لن يدوم حزب ولن يصادف نجاحا وسيتوارى مع الأيام.. ولما تقدم، أتقدم باستقالتي من أي منصب داخل حزب الوعي متمنيًا لكم التوفيق فيما هو قادم، معتزًا بصداقة من صادقني وصادقته فاتحًا قلبي ومكتبي لكل من يطلب مني النصح والاسترشاد".