فطار اليوم.. المبروم الفلاحي باللبن..كنز المطبخ الشعبي في المنوفية

تشتهر محافظة المنوفية في دلتا مصر بتراثها الغذائي الغني الذي يعكس روح الريف المصري الأصيل.
من بين الأطباق التي تحمل بصمة المنوفية المميزة، يبرز المبروم الفلاحي باللبن كأحد أشهر الأكلات التي تحتفظ بمكانة خاصة في البيوت والمناسبات.
هذا الطبق ليس مجرد وجبة، بل هو تقليد متوارث يجمع العائلة حول مائدة دافئة، ويحمل في نكهاته عبق الماضي.
المبروم طبق له أسماء متعددة
يعرف المبروم في بعض قرى المنوفية بأسماء أخرى مثل المبروك أو البرغل، وتختلف التسمية من قرية لأخرى، لكن المذاق المميز يظل هو نفسه.
ويتميز المبروم بملمسه الطري ونكهته الغنية الناتجة عن مزيج الدقيق والحليب والسمنة أو الزبدة، وهو طبق يفضله الكبار والصغار على حد سواء.
المكونات الأساسية للمبروم الفلاحي باللبن
لتحضير المبروم الفلاحي على أصوله، تحتاج إلى مكونات بسيطة ومتوفرة في كل بيت ريفي:
• 2 كوب دقيق قمح صلب.
• نصف ملعقة صغيرة ملح.
• نصف كوب ماء دافئ.
• كوب حليب كامل الدسم.
• ملعقتان كبيرتان من الزبدة أو السمن البلدي.
• (اختياري) سكر للتحلية حسب الرغبة.
هذه المكونات القليلة تعكس فلسفة المطبخ الفلاحي، الذي يعتمد على المواد الطبيعية المتوفرة من أرضه وحيواناته.
طريقة تحضير المبروم الفلاحي باللبن
إعداد المبروم يحتاج إلى بعض الوقت، لكنه يستحق الجهد بفضل نكهته المميزة:
1. العجن
يخلط الدقيق مع الملح في وعاء، ويضاف الماء الدافئ تدريجيًا مع العجن حتى تتكون عجينة متماسكة وطرية.
2. التشكيل
تقسم العجينة إلى كرات صغيرة الحجم، بحيث يسهل التعامل معها أثناء الطهي.
3. التبخير الأول
توضع قطعة قماش نظيفة في مصفاة أو قدر بخار، وترتب كرات العجين داخلها.
تبخر الكرات لمدة ساعة حتى تنضج جزئيًا.
4. الفرك والخلط بالحليب
بعد التبخير، تفرد كرات العجين على صينية وتترك لتبرد قليلًا، ثم يضاف الحليب تدريجيًا مع التفتيت باليد أو بالملعقة حتى تتفتت الكرات تمامًا وتمتزج بالحليب.
5. التبخير الثاني
تعاد العجينة الممزوجة بالحليب إلى القماش وتبخر لمدة ساعة أخرى، لتكتسب القوام الناعم والمذاق الغني.
6. الإنهاء والتقديم
يضاف السمن أو الزبدة إلى المبروم الساخن، ويقلب جيدًا حتى يتشرب النكهة.
يمكن إضافة السكر للتحلية أو تقديمه مالحًا مع الجبن البلدي.
قيمة غذائية وتراثية
يعد المبروم الفلاحي طبق غني بالكربوهيدرات والدهون الصحية والبروتينات من الحليب، مما يجعله وجبة مثالية للإفطار أو العشاء في الشتاء البارد.
كما يمثل هذا الطبق جزش من الهوية الثقافية للمنوفية، حيث يتم إعداده في المناسبات والزيارات العائلية، ويعتبر رمز للكرم والضيافة.
انتشار المبروم خارج المنوفية
رغم أنه طبق منوفى المنشأ، إلا أن المبروم بدأ ينتشر في محافظات أخرى، بفضل رواد المطابخ الشعبية ومطاعم الأكلات التراثية.
ومع تزايد الاهتمام بالمأكولات التقليدية، أصبح المبروم يجد مكان في قوائم الطعام بالمهرجانات والمناسبات التي تحتفي بالتراث الغذائي المصري.
المبروم الفلاحي باللبن ليس مجرد وصفة، بل هو إرث غذائي ينقل الحكايات من جيل إلى جيل، ويجمع أفراد الأسرة حول طاولة واحدة. وبين يديه، تمتزج البساطة بالنكهة، والتاريخ بالدفء، لتبقى المنوفية حاضرة في كل لقمة.