عاجل

الوجه الآخر للسيد البدوي.. بين القداسة والجدل| تفاصيل

السيد البدوي
السيد البدوي

السيد أحمد البدوي أحد أبرز الشخصيات الصوفية في التاريخ الإسلامي، ولد عام 596 هـ (1199 م) في مدينة فاس بالمغرب لعائلة حسينية علوية.

 هاجر مع أسرته إلى مكة وهو في السابعة من عمره، ثم استقر في مصر بمدينة طنطا، حيث أسس الطريقة البدوية التي لا تزال تحظى بملايين الأتباع.
عرف عنه تغطية وجهه باللثام، مما أكسبه لقب “البدوي”، كما اشتهر بألقاب أخرى مثل “شيخ العرب”، “السطوحي”، و”أبو الفتيان”. 

توفي في طنطا ودفن بها، وأصبح مسجده مزار يقام فيه مولدان سنويان يجتذبان أعداد كبيرة من الزائرين من مختلف أنحاء مصر.

لماذا لقب بـ”السطوحي”؟

يعود هذا اللقب إلى سكنه على سطح منزل اشتراه من تاجر يدعى ركن الدين أبي شحيط، ثم إقامته لاحقا على سطح مسجد.

 كان البدوي يقضي الليل مع أتباعه في ترديد الأذكار بصوت مرتفع، مما جعلهم يعرفون باسم “السطوحية”. 

كما ارتدى عمامة حمراء تشبه لباس البدو، وهو ما عزز ارتباط اسمه بلقب “البدوي”.

الجدل حول حياته وعبادته

بحسب بعض المصادر التاريخية، منها ما أورده المؤرخ عبد الوهاب الشعراني، كان السيد البدوي شديد العزلة، لا يخلع عمامته حتى تذوب، الأمر الذي أدى إلى إصابته بالجدري وتشوه وجهه. 

ويذهب منتقدوه إلى أنه لم يكن يؤدي الصلاة بالشكل المعروف، بل كان يعيش في حالة من الانقطاع عن الناس والنظر الدائم إلى السماء.

أبرز الكرامات المنسوبة إليه

تنتشر بين أتباعه روايات عديدة تصف كراماته، مثل:
• إنقاذ الأسرى المصريين من قبضة الصليبيين.
• القدرة على قضاء أيام دون طعام أو شراب أو نوم.
• الإقامة على السطح ليلًا ونهارًا مع الصياح المستمر.
• تحول سواد عينيه إلى اللون الأحمر بسبب كثرة التحديق في السماء.

الخرافات المثيرة للجدل

يرى بعض الباحثين أن بعض القصص المنسوبة للسيد البدوي تحمل طابع أسطوري، منها:
• تفضيله على الله والرسول في بعض المبالغات الشعبية، وجعل الناس يلجؤون إليه كوسيط.
• مساواته بالأنبياء في بعض الروايات التي تزعم أن الملائكة نزلت عليه كما نزلت على الأنبياء.
• ألفاظ التقديس التي تصفه بمكانة تتجاوز حدود الولاية الصالحة.

مكانته في المجتمع المصري

رغم كل الجدل، لا يزال السيد البدوي يحتفظ بمكانة راسخة في وجدان قطاع واسع من المصريين، خصوصا أتباع الطرق الصوفية، الذين يعتبرون مولده مناسبة دينية واجتماعية كبرى في طنطا.

 وتتحول المدينة خلال المولد إلى مركز للاحتفالات والإنشاد الديني، إضافة إلى الأسواق الشعبية التي تعكس مزيج من الطقوس الدينية والعادات الشعبية.

بين التاريخ والأسطورة

يبقى السيد البدوي شخصية محورية في التراث الصوفي المصري، تتداخل في سيرته الحقائق التاريخية مع الأساطير الشعبية.

 فبين من يراه ولي صاحب كرامات، ومن يعتبره شخصية غامضة تحيط بها الخرافات، يظل حضوره قويًا في الثقافة الشعبية والدينية حتى اليوم

تم نسخ الرابط