عاجل

السفير محمد إدريس: مصر يجب أن تتجه للمستقبل في علاقاتها مع أفريقيا

السفير محمد إدريس
السفير محمد إدريس

أكد السفير محمد إدريس، المندوب الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة، أن مصر كان لها دور تاريخي كبير في تحرر قارة أفريقيا واستقلالها، ولكن لا ينبغي الوقوف فقط عند هذا الدور. 

وفي حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، شدد السفير على ضرورة توجيه الأنظار نحو المستقبل والعمل على تعزيز التعاون مع أفريقيا في جميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأوضح السفير إدريس أن هناك عدة مقاربات للتعامل مع قارة أفريقيا، منها المقاربة التي تركز على صور الحضارة المصرية العريقة، مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية، التي تُعتبر رموزًا ثقافية وسياحية هامة. 

 تاريخ شعوب القارة

ومع ذلك، أكد السفير إدريس أن التعامل مع أفريقيا لا يجب أن يقتصر على هذا الجانب السطحي بل يجب التعمق في تاريخ شعوب القارة وعلومها وثقافتها المختلفة. وقال: "يجب أن نذهب إلى عمق أفريقيا، ونفهم تاريخها، سيكولوجية شعوبها، ثقافتها وآدابها، وأن لا نعتمد فقط على الصور الجميلة."

وأشار إلى أن العلاقات بين مصر وأفريقيا يجب أن تكون قائمة على شراكة حقيقية في الحاضر والمستقبل، وليس فقط بناءً على الدور التاريخي لمصر في القارة. 

وأضاف: "لا يجب اختزال العلاقات الأفريقية في ملف واحد، بل يجب أن نعمل على تفعيل التعاون في مختلف المحاور. هناك جهد كبير يبذل حاليًا لمعالجة الملفات المختلفة بين مصر وأفريقيا، ولا ينبغي تجاهل أي جانب من جوانب هذا التعاون."

السفير إدريس شدد على أن القارة الأفريقية ليست كيانا موحدا، بل هي مجموعة من الأقاليم والدول ذات الخصوصيات المختلفة. وذكر: "أفريقيا ليست شيئًا واحدًا. هناك خصوصية لكل دولة، ولكل شعب، ولكل قبيلة. لذا يجب أن نتعامل مع كل دولة بخصوصياتها وتحدياتها، والتفاعل معها بشكل إيجابي يساهم في تحقيق التنمية والاستقرار."

 العلاقات المصرية الأفريقية 

كما أكد أن العلاقات المصرية الأفريقية يجب أن تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية والمحلية في القارة، مشيرًا إلى أن الأمن الاقتصادي والاجتماعي في أفريقيا يعد من الأولويات التي تحتاج إلى مزيد من التركيز والتعاون، خاصة في ظل التحديات العالمية الحالية.

وفي ختام حديثه، أعرب السفير محمد إدريس عن إيمانه العميق بأهمية توسيع دائرة التعاون بين مصر والدول الأفريقية في كافة المجالات، مؤكدا أن مصر يجب أن تظل شريكًا رئيسيًا في جهود تطوير القارة، ليس فقط استنادًا إلى تاريخها العريق ولكن أيضًا بناءً على مساهماتها المستمرة في تحقيق تقدم مستدام لأفريقيا.

نحو شراكة استراتيجية وأفق جديد

ويختتم السفير إدريس حديثه بتأكيد على أن مصر تسعى إلى أن تكون شريكًا فاعلًا في قضايا أفريقيا، معتبرًا أن الجهود الحالية التي تُبذل مع القارة ستساهم في بناء المستقبل المشترك، وهو ما يتطلب فهمًا أعمق وأوسع للمنطقة الأفريقية ومطالبها المختلفة في مجالات متعددة مثل التعليم، الطاقة، الصحة، والتنمية الاقتصادية.

تم نسخ الرابط