مدحت قريطم يكشف أسباب حادث الإسكندرية ويؤكد أهمية التوعية المرورية|فيديو

أكد اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الشرطة المتخصصة، أن حوادث الطرق المأساوية، ومنها الحادث الأخير في الإسكندرية، تكشف عن وجود مسؤولية مشتركة بين المشاة وقائدي المركبات في منع أو وقوع الكارثة.

وأوضح مدحت قريطم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اليوم" المذاع على قناة "دي إم سي"، أن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة التفاصيل الكاملة للحادث، إلا أن المبدأ العام يشير إلى خطأ من جانب المشاة الذين عبروا الطريق السريع رغم وجود نفق للمشاة على بعد 30 مترًا فقط من موقع الحادث.

عبور الطرق السريعة

وصف مدحت قريطم هذا التصرف بأنه "مغامرة بالحياة"، نظرًا لخطورة عبور الطرق السريعة في غير الأماكن المخصصة، مشيرًا إلى أن التزام المشاة بالمعابر والنفق المخصص لعبورهم يقلل بشكل كبير من احتمالات وقوع الحوادث.

وأضاف مدحت قريطم أن المشكلة لا تقتصر على تصرف المشاة فقط، بل تمتد إلى التحديات التي يواجهها قائد المركبة في هذه اللحظة الحرجة، حيث يجد نفسه أمام خيارات صعبة.

السائق بين خيارين أحلاهما مر

أوضح مدحت قريطم أن السائق في مثل هذه المواقف يواجه معضلة حقيقية؛ فإما أن يصطدم بالمشاة بشكل مباشر، أو يحاول الفرملة المفاجئة مما قد يعرضه لخطر الاصطدام من الخلف.

وتابع مدحت قريطم أن الانحراف بالمركبة لتفادي المشاة قد يؤدي إلى فقدان السيطرة أو الاصطدام بسيارات أخرى، ما يضاعف من حجم الخسائر والإصابات.

أهمية التوعية قبل تطبيق القانون

أشاد مدحت قريطم بالدور الذي تلعبه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في نشر الوعي، مشيرًا إلى حملتها الأخيرة التي تستهدف توعية المواطنين بمخاطر حوادث الطرق وكيفية تجنبها.

وقال مدحت قريطم: "هذا ما نحتاجه فعلًا، فقبل أن نحتاج لتطبيق القانون، نحن بحاجة لتوعية الناس"، مؤكدًا أن تغيير سلوكيات الأفراد على الطرق يبدأ من نشر الثقافة المرورية الصحيحة.

دور الحملات الإعلامية 

شدد مدحت قريطم على ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية الموجهة للجمهور لتعريفهم بقواعد المرور، خاصة فيما يتعلق بعبور الطرق السريعة، وأهمية استخدام الكباري والأنفاق المخصصة للمشاة.

وأكد مدحت قريطم أن الحملات التوعوية لا تقل أهمية عن الدور الأمني في الحد من الحوادث، بل تكمل الجهود الرسمية لتحقيق أعلى معدلات السلامة على الطرق.

التعاون بين الجهات لتحقيق الهدف

وأشار مدحت قريطم إلى أن تحقيق الانضباط المروري يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف، من جهات حكومية، ووسائل إعلام، ومنظمات مجتمع مدني، جنبًا إلى جنب مع المواطنين أنفسهم، لضمان الالتزام بالقواعد والإجراءات الوقائية.

كما دعا مدحت قريطم إلى الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في مجال الحد من الحوادث، خاصة تلك التي تعتمد على الدمج بين حملات التوعية والرقابة الصارمة.

التوعية وتطبيق القانون

اختتم مدحت قريطم تصريحاته بالتأكيد على أن السبيل الأمثل للحد من هذه الحوادث المأساوية يكمن في الجمع بين التوعية المستمرة والتطبيق الحازم للقانون، مشددًا على أن أي تقصير في أحد الجانبين سيؤدي إلى استمرار نزيف الأرواح على الطرق.

وذكر مدحت قريطم أن الحفاظ على أرواح المواطنين هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تتكاتف من أجله كل الجهود، معتبرًا أن نشر الوعي المروري هو الاستثمار الحقيقي في سلامة المجتمع.