الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر تنعي الأديب الكبير صنع الله إبراهيم

نعت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، في دورته السابعة والثلاثين، تحت أمانة الشاعر عزت إبراهيم، الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، رئيس المؤتمر الأسبق، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا كبيرًا وأعمالًا خالدة ستظل حيّة في ذاكرة المكتبة المصرية والعربية.
وقال الشاعر عزت إبراهيم، الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر، إن الراحل صنع الله إبراهيم كان وسيظل علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي المعاصر، مشيرًا إلى أنه أحد أعمدة الكتابة العربية الذين تميزوا بالمقاومة عبر الكلمة، حيث حملت أعماله حسًا وطنيًا صادقًا، وعبّرت عن قضايا المجتمع المصري، لاسيما الطبقة الوسطى، وتحول الدولة من الاشتراكية إلى النيوليبرالية، مجسدًا من خلال رواياته ملامح التحولات الاجتماعية والسياسية من الحقبة الناصرية إلى عهد السادات.
وأضاف إبراهيم أن صنع الله إبراهيم لم يبتعد عن محيطه العربي، بل كان من أكثر الكتّاب انشغالًا بالواقع العربي، كما يتضح في روايته "بيروت بيروت" التي تناولت الحرب الأهلية اللبنانية، وفي رواية "وردة" التي سلّطت الضوء على ثورة ظفار في سلطنة عمان.
وأكد الأمين العام أن الأديب الراحل قدّم رؤية نقدية جريئة في أعماله، واتسم أسلوبه بالسرد الوثائقي الذي أضفى على رواياته طابعًا توثيقيًا عميقًا، عاكسًا الواقع المعاش بكل تناقضاته. لقد جسّد صنع الله إبراهيم نموذجًا أصيلًا لأدب المقاومة، من خلال نقده اللاذع للواقع، وتعرية التناقضات الاجتماعية والسياسية، واهتمامه بتوثيق الأحداث التاريخية الكبرى.
واختتم عزت إبراهيم بالإشارة إلى أن الأديب الراحل كان رئيسًا لمؤتمر أدباء مصر في دورته السابعة والعشرين عام 2012 بمحافظة جنوب سيناء، والتي عُقدت تحت عنوان: "عقد ثقافي جديد"، مما يعكس إسهاماته الكبيرة في الحياة الثقافية المصرية.
وقد نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ببالغ الحزن والأسى، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا اليوم، تاركًا إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية.
وأكد وزير الثقافة أن الراحل مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.
وأضاف أن فقدان صنع الله إبراهيم خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثّر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين.
وتقدّم وزير الثقافة بخالص العزاء إلى الأدباء والمثقفين ولأسرة الفقيد وأصدقائه ومحبيه داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
صنع الله إبراهيم
ويُعد صنع الله إبراهيم من أبرز أعلام الرواية في مصر والعالم العربي، حيث تميزت أعماله بالجرأة والعمق والتحليل الاجتماعي والسياسي، ومن أشهر أعماله: "اللجنة"، "ذات"، و"شرف"، و"تلك الرائحة"، وهي أعمال لا تزال تثير النقاش حتى اليوم، وتُدرس في عدد من الجامعات العربية والعالمية.
ويأتي هذا التحرك الرسمي من الدولة تأكيدًا على أن مصر لا تنسى أبناءها من المثقفين والمبدعين الذين أثروا وجدان الأمة، وأن رعاية الرموز الفكرية والأدبية هي جزء أصيل من الدور الثقافي الوطني الذي تضطلع به مؤسسات الدولة المختلفة.
مرض صنع الله إبراهيم
كشف وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، تطورات الحالة الصحية للكاتب الكبير والروائي صنع الله إبراهيم بعد تعرضه لوعكة صحية مؤخرًا ونقله إلى المستشفى، حيث يعاني من التهاب رئوي حاد ويتلقى العلاج في معهد ناصر.
وقال أحمد فؤاد هنو في تصريحات لـ نيوز رووم: “حالته غير مستقرة. ربنا معاه. ادعوا له”.
وأكد وزير الثقافة أنهم حريصين كل الحرص على الاهتمام بالحالة الصحية للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم ومتابعة حالته باستمرار.
وكان وزير الثقافة قد حرص مؤخرًا على زيارة الكاتب صنع الله إبراهيم، في معهد ناصر، للاطمئنان عليه، في إطار حرص الدولة على رعاية رموزها الثقافية والأدبية.