أمين (البحوث الإسلامية) يشيد بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء

أشاد أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بالمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصريَّة (صناعة المفتي الرَّشيد في عصر الذكاء الاصطناعي)، مؤكِّدًا أنه مبادرةٌ رائدةٌ تعكس فهمًا عميقًا للتحديات والفرص التي يفرضها العصر الرَّقْمي، وتمثِّل جسرًا يربط بين أصالة المنهج الشرعي وحداثة الأدوات التكنولوجيَّة، خاصَّة في ظلِّ انتشار المعلومات وتنوُّع مصادرها.
أمين (البحوث الإسلامية) يشيد بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ مِن ضرورات الواقع استفادةَ المفتين المتخصِّصين مِن أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفَها في البحث والتحليل والاطِّلاع على معارفَ متنوِّعةٍ مؤثِّرةٍ في الفتوى، مع الحفاظ على دَورهم الأصيل في التعامُل مع مخرَجات الذكاء الاصطناعي، التي تتطلَّب تعاملًا رشيدًا من متخصِّصٍ مُلِمٍّ بأدوات الفتوى والاجتهاد، ومتمكِّنٍ من تنزيل الأحكام على الوقائع، مع مراعاة حال المستفتين على اختلافها وتنوُّعها.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ المفتي -أيًّا كان موقعه- يجب ألَّا يتوقَّف عن الاطِّلاع؛ لأنَّ الرجوع إلى تراث الأئمَّة المعتبَرين يضمن أن تكون الفتوى مبنيَّةً على أُسس شرعيَّة راسخة، بعيدة عن الانحراف أو التفسيرات الخاطئة.
وأعرب عن أمله في ألَّا يكتفي المؤتمر بالتحذير مِن بعض أخطار استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى العامَّة أو الشخصيَّة مِن غير إشراف متخصِّص؛ بل يسعى إلى تفعيله كأداة تخدم صناعة الفتوى وتعزِّز مِن دقَّتها وسرعتها، مع تأكيد أنَّ المفتي يظلُّ الركيزةَ الأساسيَّةَ في إصدار الفتوى، بما يملكه مِن فَهْمٍ عميقٍ لمقاصد الشريعة ووعيٍ بواقع الناس، وأنَّ الذكاء الاصطناعي ليس سوى أداة لا يمكن أن تحلَّ بديلًا عنه، لكن استثمار هذه الأداة بوعي ومهارة يحقِّق نتائجَ فعَّالةً في المجالات كافَّة، وليس فقط في مجال الفتوى.
تأتي هذه التصريحات خلال جولة رسميَّة لفضيلة أ.د. محمد الجندي في جمهورية الصِّين الشعبيَّة، بدعوة مِنَ الأكاديميَّة الصينيَّة للعلوم الاجتماعيَّة؛ إذْ شارك في المؤتمر الدَّولي العِلمي الذي عقدته الأكاديميَّة على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء الماضيين في معهد التاريخ الصِّيني، تحت عنوان: (التسامح الدِّيني ومناهضة التمييز في إطار مبادرة الحضارة العالميَّة)، بمشاركة نخبة مِنَ العلماء والباحثين من عدَّة دول حول العالم، والتقى خلالها عددًا مِنَ المسئولين، في زيارةٍ تحمل دلالاتٍ عميقةً على مكانة الأزهر الشريف وريادته العالميَّة في مدِّ جسور الحوار بين الحضارات، وتؤكِّد أنَّ الروابط التاريخيَّة بين (القاهرة) و(بكين) ما تزال تضرب بجذورها في عُمق الحضارة الإنسانيَّة.